
بقلم / مدحت صلاح
المدرسة المنتجة هي إحدي الآليات التربوية التي دخلت إلي المنظومة التعليمية في القرن الحالي (فلسفة العلم الحديث) , هي تهدف إلي التنمية البشرية التي تساعد علي اكتساب بعض الخبرات العملية والعلمية لتطبيقها بعد أن ينطلق الطالب لسوق العمل ولا يعد هذا المنهج والأسلوب بدعة أو نظاما مستحدثا تتخذه المدارس الآن في مصر فهذا النظام مرت به الكثير من الدول والمجتمعات النامية ودعمته وارتقت به حتي صارت من الدول المتقدمة.
فالصين في بداية ثورتها الصناعية اعتمدت علي المدارس الريفية في الولايات المترامية لنشأة نهضتها وتطوير حرفها اليدوية بل وألقت علي كاهل مدرس المجالات الصناعية والدراسية مهمة تدبير الأدوات والوسائل المتنوعة وذلك لممارسة مهامها العلمية كصنع السبورات والمقاعد وصناديق النفايات وحظائر الدواجن والصوب الزراعية وآنية الزهور وأسقف الغرف الدراسية وحتي وحدات الطاقة الشمسية البسيطة وآلات إنتاج الكهرباء وتعميمها في القرى من خلال استخدام الرياح.
فها هي الصين بعد اقل من نصف قرن تغزو العالم بصناعتها اليدوية بعد تطويرها وميكنتها وتتجاوز معدلات التنمية لديها دولا سبقتها في التطبيقات التكنولوجية ومن ثم فان دعوة وزارة التربية والتعليم في مصرنا الحبيبة للنهوض بالمدرسة لتتحول إلي وحدة منتجة وليست من باب إهدار الوقت أو الطاقات بل هي بهدف استغلال قدرات الطلاب في كافة المراحل التعليمية وتوجيه هذه الطاقات للإرتقاء بالمجتمع المدرسي إلي جانب تهذيب سلوك الطلاب وتنمية قدراتهم والاستفادة من نتاج إبداعاتهم ورغم ما قد يبدو من صعوبة ذلك إلا أن مرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ولو كانت بلاد شرق آسيا تراجعت بحجة الصعوبات والاستحالة…..و…..و لما غزت صناعتها اليدوية دول العالم.
وأخيرا إن التجربة الصينية والكورية والفلبينية والهندية والسنغافورية ماثلة أمامنا وكلها بدأت من المدارس.