رئيس جامعة القاهرة يدعو لمواجهة دعاة الجمود ومقاومة حركات الفوضى والإلحاد

• الخشت: عدم السماح بأي محاولة لطمس الهوية المصرية عبر التدخل الاقتصاديقال رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، إن الهوية الوطنية لا يوجد ما يناظرها عالميًا فهي متجانسة تتكون من العنصر الفرعوني والقبطي والأسيوي والإفريقي والنيلي والمتوسطي والعربي والإسلامي، وتواجه التحدي الأيديولوجي والثقافي، ويجب حماية الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم ليس من التدخلات الخارجية فقط، وإنما حمايتها أيضا من الداخل بالقضاء على الحركات والأفكار الرجعية ومواجهة دعاة الجمود والتقليد الأعمى من جهة، ومقاومة وفضح حركات الفوضى والإلحاد من جهة أخرى.
وأضاف، خلال ندوة “الهوية الوطنية المصرية.. الواقع والتحديات”، والتي نظمتها أسرة طلاب “من أجل مصر” أمس، أنه يجب أن تعلو مصلحة الوطن على المصالح الأيديولوجية الضيقة، ومواجهة الفكر والمعتقدات والعادات والتقاليد الخاطئة، وأن فكرة الدولة الوطنية لا تتعارض مع وجود انتماءات أكبر، مشيرًا إلى أن المشكلة تتمثل في وجود الجماعات الإرهابية التي تحاول القضاء على فكرة الانتماء الوطني.
وأكد أنه لا حفاظ على الهوية بدون الاستقلال الاقتصادي، من حيث تعزيز مفهوم العمل الجاد وزيادة الإنتاجية وعدم السماح بأي محاولة لطمس الهوية المصرية عبر التدخل الاقتصادي، مضيفًا أنه في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية يوجد تحدِ لا يقل أهمية وهو التحدي الاجتماعي بمفهومه الشامل من حيث توازن الطبقات وتقليل الفجوة بينها والحفاظ على التجانس الطبقي والسكاني.
وأشار إلى أن الجماعات والحركات المتطرفة التي تسعى لهدم فكرة الدولة الوطنية تستغل الدين لتمكين قوى أجنبية، وما هي إلا جماعات هدفها تخريب الأوطان وهدم الدولة لصالح أجندات خاصة ليس لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، وخير مثال على ذلك أن هذه الجماعات تسببت في دمار العديد من الدول الإسلامية لصالح قوى أجنبية.
وتابع أن المواجهة الأمنية للإرهاب، هي من أجل الحفاظ على الشعب المصري وتوفير الأمن والاستقرار له، وهي تسير جنبًا إلى جنب مع عملية التنمية الشاملة مع تصويب الخطاب الديني، موضحًا أنه من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية لابد من عدم الانخداع وعدم الاستسلام للحرب النفسية التي يقودها أعداء الوطن، ولابد من مساهمة الجميع في بناء دولة قوية على أسس جديدة راسخة من أهمها استعادة الروح المصرية القديمة التي تشكلت عبر التاريخ.
وأوضح أنه لا يمكن الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية دون اقتلاع الإرهاب من جذوره، والإرهاب غريب على الروح المصرية ويسعى للقضاء عليها، ولذا لابد من تجفيف منابع الإرهاب من أفكار متطرفة وخطاب ديني بشري يغذي الانغلاق والرجعية والفهم الخاطئ للدين الصحيح، مؤكدًا أن جامعة القاهرة أطلقت مبادرة لتجديد الخطاب الديني من أجل بناء عقول شابة وواعية قائمة على الفهم الصحيح والأفكار الجديدة وبما يتماشى مع الفهم الصحيح للدين وليس التفسيرات التي وضعها بشر قابلة للصواب والخطأ.
وأكد ضرورة التمسك بالهوية المصرية بمختلف عناصرها والحفاظ عليها وتطويرها ليس فقط من أجل مصير الدولة، وإنما من أجل مصير كل مواطن مصري والذي يرتبط مصيره ببلده ووطنه، وبالتالي يرتبط كل ذلك بمفهوم الدولة الوطنية التي لابد من الحفاظ عليها لتوفير الأمن والاستقرار والمستقبل.