تقوم البيئه الرحميه بالتأثير علي الوليد الذي يمكث في رحم امه أهم تسعة أشهر في حياته، حيث تتفتح إمكاناته الوراثيه وتظهر فيها خصائصه البشريه
وفي هذه الفتره يحوطه سائل رحمي داخل غشاء الرحم الذي يجعل الحراره مناسبه ومنتظمه حوله، كما يعزله عن الضوء والصوت ويحميه من الارتجاجات والصدمات
ويصل اليه الغذاء عن طريق الحبل السري من دم الأم ويمكن ان يحدث ما يغير من هذه الظروف اي يغير من البيئه الرحميه مما يؤثر علي نمو الجنين
فالطفل فى أحشاء أمه يتغذى من خلال غذاء أمه ،فالطعام وغيره من المواد تحمل إلى الجنين من خلال دم الأم إلي المشيمة حيث يمتصها دم الجنين ، وبعض الكيماويات الضارة الموجودة سوف يمتصها الطفل من أمه وإذا تناولت الأم الكثير من الأدوية دون استشارة طبية ؛ فإن هذا له تأثير سلبي على نمو الجنين
وإذا ولد الجنين بجسم ضعيف ، فإن نمو مراحل الحياة بأكملها سيظل ضعيفًا ، ومن السهل الإصابة بالأمراض.
عناصر البحث
فيما يلي سوف نعرض محاور موضوعنا:-
- المحور الأول : اهمية البيئة الرحمية
- المحور الثاني : الإدمان
- المحور الثالث : إدمان المخدرات وتأثيره على نمو الجنين
- المحور الرابع : إدمان الكحوليات وتأثيره على نمو الجنين
عرض البحث
المحور الأول : أهمية البيئة الرحمية
يوجد العديد من العوامل التي لها تأثيراً مباشراً على نمو الفرد، ومن بين تلك العوامل البيئة الرحمية
يشمل نمو الفرد على مراحله المختلفة مع تقدم العمر الإنساني على عدة أشكال هي النمو الجسدي، والنمو العقلي، والنمو الاجتماعي.
وحتى يمكن تحقيق التوازن بين جميع تلك الاشكال، لابد أن تتوافر الظروف المُثلى للشخص منذ لحظة تكوّنه في رحم الأم ، حيث يتأثر النمو بشكل عام بالعديد من العوامل منها والتي منها ما هو داخلي و ما هو خارجي، علماً بأن هذه العوامل متداخلة ومن الصعب الفصل بينها.
تلعب بيئة المولود الجديد دوراً هاماً في نموه الطبيعي ، حيث يعتمد الجنين على غذاء الأم ، لذلك فقد لاحظنا أن الأم يجب أن تأكل كل الأطعمة التي تحتوي على جميع العناصر ، مما يوفر ظروفاً طبيعية لنمو الجنين
وعلى النقيض إذا تناولت الأم الكثير من الأدوية دون استشارة طبية ؛ فإن هذا له تأثير سلبي على نمو الجنين ، وإذا ولد الجنين بجسم ضعيف ، فإن نمو مراحل الحياة بأكملها سيظل ضعيفًا ، ومن السهل الإصابة بالأمراض.
المحور الثاني : الإدمان
التعاطي المتكرر لبعض الادوية والمواد الضارة بدون استشارة طيب ، فتبدأ بالتعود عليها ثم تنقلب إلي تعاطيها بجرعات كبيرة تصل إلي حد شدة التعاطي ولايمكن الاستغناء عنها .
فالإدمان عبارة عن حاجة جسمية أو نفسية أو الاثنين معاً ، لمادة ما ، بحيث يشعر المدمن برغبة قهرية بتناول تلك المادة ، كما انه يضطر أن يزيد الجرعة المتناولة بين فترة واخرى حتى تؤدي هذه المادة الغرض المطلوب ، وبدون هذه المادة ، يعاني المدمن من الآم جسدية ونفسية اذا حاول الامتناع أو الاقلاع عن تناول هذه المادة .
فالادمان إذاً : حالة تسمم دورية ، أو مزمنة ، ناتجة عن الاستخدام المتكرر لمادة مخدرة معينة
إن الإدمان من المشاكل الخطيرة التى تؤثر على الفرد والأسرة وعلى المجتمع ككل.. والإدمان هو وجود قوة شديدة ورغبة ملحة لتناول العقار والحصول عليه بأى وسيلة مع الاتجاه المستمر لزيادة الجرعة وحدوث أعراض جانبية شديدة عند التوقف عن أخذ العقار
وهناك كثير من العقاقير التى تسبب الإدمان وتؤثر تأثيراً مباشراً على الجسم وبالأخص الجهاز العصبي ولكن أشدها خطورة هى المخدرات المصنعة مثل الهيروين والكوكايين والتى انتشرت بشدة فى المجتمع فى السنوات الماضية .
وتتصف أعراض الادمان بما يلي : –
1- رغبة أو حاجة قهرية ، تدفع الشخص الى الاستمرار في التعاطي
2- ميل الى زيادة الجرعة المتعاطاة.
3- اعتماد جسمي بوجه عام ونفسي بشكل خاص على آثاره .
4- تأثير ضار بالفرد والمجتمع
المحور الثالث : إدمان المخدرات وتأثيره على نمو الجنين
لإدمان المخدرات تأثير علي الحامل والجنين يختلف باختلاف
- نوع المخدر
- كمية المخدر
- عدد مرات التعاطي
- سن الجنين عند التعاطي
وعموما فإن إدمان الأم يضر بالجنين ويجعله مدمنا ويضطرب فسيولوجيا وعند توقف المخدر يعاني مثل الكبار من أعراض الانسحاب . كما أن هناك آثار سلبيه غير مباشره لإدمان الأمهات الحوامل او حديثات الولاده منها ان الإدمان غالبا ما يسبقه تاريخ طويل من
- الاكتئاب
- الفشل
- لوم الذات
- اليأس
- اضطراب الشخصيه
- الصراعات مع الآخرين
- الفشل في العلاقات مع الوالدين والآخرين
- عدم القدره الأم على التفاعل مع طفلها
حيث من الممكن أن تؤذي الطفل وتعاقبه وتهمله لأنها دائما منشغله اما بأعراضها المرضيه ( الاكتئاب ، بما فيه من شعور بالفشل ولوم الذات ، واليأس ) او منشغله بالبحث عن المخدر او تتعاطي المخدر او تنشغل بأعراض الانسحاب
وهكذا فهي تضر الطفل بشكل مباشر من خلال تأثير الماده المخدره عليه في الرحم وبشكل غير مباشر من خلال انشغالها عنه واهماله بعد الولاده
تعاطي الأم الحامل للمخدرات مثل المورفين والهيروين يؤدي إلي إلاجهاض وولادة أطفال ناقصي النمو ويصبح الأطفال مدمنين داخل رحم الأم وعندما يولدوا فإنهم يعانون من أعراض الانسحاب الناتجه من عدم تعاطي المخدر واهم هذه الأعراض :
- التململ
- اضطرابات النوم
- التثاؤب
- القيء
- الارتعاش
- التشنج
مما قد يؤدي إلي موت الطفل ما لم يتم علاجه بطرق علاج الإدمان المعروفه وحتي لو تم علاج الطفل من أعراض الإدمان فإنه سوف يعاني من الآثار بعيدة المدى للإدمان مثل تأخر في الاستجابات ( السمع ، البصر ، الحركه ) وكذلك زياده البكاء ومقاومه اقتراب الآخرين منه خاصه الوالدين مما يؤدي إلي اضطراب رابطه التعلق بين الطفل والوالدين
وأشار ويلسون إلي أن أبناء الأمهات مدمنات الهيروين يتسمون عند الولاده بأنهم لديهم تأخر ف كل جوانب النمو فهم بالمقارنة بأبناء الأمهات غير المدمنين للهيروين اقل وزنا وأقصر طولا وأقل توافقا كما يعانون من نقص في الأداء الوظيفي الحركي والعقلي ويعانون من صعوبات التعلم وانخفاض مستوي الذكاء
وتعاطي الأم للكوكايين يؤثر بشكل سلبي علي الجنين من حيث
- انخفاض الوزن عند الميلاد
- الولادات غير المكتمله
- نقص حجم الرأس عن المعدل الطبيعي
- مشكلات في الجهاز العصبي
كما يضر مهارات النمو اللغوي ويضر رابطه التعلق بين الوالدين كذلك فإن تعاطي الأم للكوكايين له أضرار غير مباشره علي الجنين وعلي الطفل بعد الولادة حيث ان الأم المتعاطيه تكون دائما في مكتئبه ولا تتفاعل مع طفلها بل ودائما ما تسييء لطفلها وتضربه او تهمله وذلك لانشغالها اما بالبحث عن المخدر أو أعراض الانسحاب او جلسات التعاطي وبالتالي لا يكون لديها الوقت لرعاية الطفل بشكل كاف
كما أن أطفال الأمهات متعاطيات الكوكايين غالبا ما يعانون من نقص
- نقص الأداء الوظيفي والمعرفي والانفعالي والاجتماعي
- نقص الإنتباه ، او قصر مده الإنتباه
- نقص القدره علي التعليم
- كسل ونقص الاستجابات الحركيه
- نقص القدره علي التواصل الانفعالي والاجتماعي مع الوالدين
- نقص القدرة على التجاوب مع الاصدقاء واللعب بشكل طبيعي
ولكن بعض الدراسات أشارت إلي أنه عندما يتوفر لهؤلاء الأطفال الذي أدمنت امهاتهم الكوكايين رعايه صحيه جيده ف العام الأول من الحياه تصبح لديهم المرونه والقدرة علي استعادة التكيف والتخلص من العواقب السلبيه لإدمان الأمهات للكوكايين
المحور الرابع : إدمان الكحوليات وتأثيره على نمو الجنين
وصف كينث جونز مجموعه من الأعراض المرضيه تظهر لدي أطفال الامهات مدمنات الكحوليات وأطلق علي هذه الأعراض Fatal Alcohol Syndrome اي مجموعه أعراض الكحوليات لدي الجنين
وهذه الأعراض هي مجموعه من الأعراض العقلية والحركية و النمائيه التي تظهر مع الطفل والناتجه عن إدمان الام لشرب الكحوليات أثناء مرحله الحمل
ومن الأعراض التي تظهر لدي أطفال الامهات مدمنات الكحوليات
- يكون الطفل اصغر من الطبيعي
- يكون مخه اقل من الطبيعي
- يعاني من بعض التشوهات الجسميه وعيوب القلب
- تكون ملامح وجهه غير طبيعيه وحاده
- قد يعاني من درجه معتدله او متوسطة من التخلف العقلي
- قد يعاني من اضطراب ف السمع
- قد يعاني من اضطراب وتشوه ف نمو الأطراف
وقد أشارت العديد من الدراسات الي ان شرب كأس 6 كؤوس ف اليوم من المرأه الحامل قد يضر كل جوانب النمو (جسمي ، عقلي ، انفعالي ، لغوي)
ويشير بابليا و اولدز الي انه ف الولايات المتحدة الأمريكية يولد حوالي 40000 طفل لامهات مدمنات كحوليات وهم يعانون من :
- بطء معدلات النمو في مرحله ما قبل الولاده وما بعدها
- اضطراب ف الجهاز العصبي
- اضطراب في عمل المخ
- اضطراب في النوم
- قصور في الانتباه
- عدم الاستقرار الحركي والتململ
- صعوبات ف التعلم
- تدهور في النمو الحركي
وتتزايد هذه الأعراض بعد الميلاد في شكل تأخر عقلي وحركي ونشاط زايد وقد تستمر هذه الأعراض حتي الرشد وكلما زاد إدمان الأم ع الكحوليات زاد تضرر الجنين.
ويشير اوكنور الي ان تعاطي الأم للكحوليات يعمل على
- يضر النمو الجسمي والانفعالي و الاجتماعي والعقلي للطفل
- يتدخل في اضطراب رابطه التعلق بين الأم والطفل
- يؤدي إلى صعوبات مزاجيه للطفل
- ضعف في أداء اختبارات الذكاء
- قد تؤثر كميات شرب الكحوليات علي الجنين خاصه في المراحل الباكرة من الحمل
الخاتمة والتوصيات
- الطفل فى أحشاء أمه يتغذى من خلال غذاء أمه ،فالطعام وغيره من المواد تحمل إلى الجنين من خلال دم الأم إلي المشيمة حيث يمتصها دم الجنين ، وبعض الكيماويات الضارة الموجودة سوف يمتصها الطفل من أمه
- تلك المواد السامة تعيق من امتصاص الطفل للطعام لأن دم الأم يصبح سميكا وذلك يؤثر سلبيا على الطفل وربما يدمره.
- تزداد مخاطر الإدمان على الطفل كلما صغر سنه ،ففي السن المبكرة للطفل يزداد اعتماد الطفل فى نموه على خلايا النمو التي تقوم بانقسامات لتكوين شكلها
- وجود تلك المواد الكيميائية فى تلك السن المبكرة يؤثر تأثير ضار جدا على الطفل أكثر من أي مرحلة عمريه أخرى
- فى الشهور الثلاث الأخيرة من فترة الحمل، يكون لتدخين الأم تأثير ضار على نمو الطفل
- وجود الأم وطفلها الوليد فى مكان به مخدرات يمثل خطورة كبيرة على وليدها
- نتائج الأبحاث التي أظهرت المخاطر التي يتعرض لها المواليد من جراء إدمان الأم أثناء الحمل
- نسبة 40% لحدوث إجهاض.
- أكثر عرضة للولادة المبكرة.
- أكثر عرضة لوفاة الجنين بداخل الرحم.
- مواجهة مشكلات أثناء الولادة.
- صعوبة فى النمو بشكل طبيعي ; فيكونوا إلى حد ما
قصار القامة
حجم الصدر أقل من الحجم الطبيعي خلال سنواتهم الأولى
حجم الرأس أقل من الحجم الطبيعي خلال سنواتهم الأولى
يكون تركيزهم أقل فى عملية التعلم.
