الأقاليم المناخية لقارة أفريقيا

تمتد قارة أفريقيا بين خطي عرض ٣٧ شمالًا و٣٥ جنوبًا، ويمر خط الاستواء في قسمها الأوسط، بما يعد من الأسس الهامة التي شكلت المناخ والأقاليم في القارة السمراء ، فلقد نتج عن ذلك أن أشعة الشمس أصبحت تتعامد في أوقات مختلفة من السنة على أجزاء كبيرة من القارة أثناء رحلة الشمس الظاهرية من مدار السرطان (٢٧ ٢٣° شمالًا) حتى مدار الجدي (٢٧ ٢٣° جنوبًا) وبالعكس، بما يؤدي إلى تعامد الشمس مرتين في العام على كل المناطق التي تقع بين المدارين، ونتيجة علو الشمس في السماء في المناطق بين المدارين، تكون أشعة الشمس قصيرة ومباشِرة ، وتؤدي قوة الأشعة الشمسية إلى تأثيرات مناخية متعددة ومنها ارتفاع نسبة تبخر الماء من المسطحات المائية، مما يؤدي إلى شدة تكاثف السحب. ولا يقتصر التبخر على المسطحات المائية فحسب ، بل يتعداه إلى ارتفاع درجات الحرارة والتبخر من سطح الأرض والنبات، وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة استهلاك الأراضي والنباتات للمياه الجوفية.
تدل دراسة الخرائط والإحصائيات بشأن الحرارة أن درجات الحرارة في المناطق الاستوائية ليست مرتفعة بمعدلات عالية كمناطق أخرى أبعد عن المنطقة الاستوائية، وربما يرجع ذلك إلى أن النهار والليل يكادا يكونا متساويان طوال العام في المناطق الاستوائية، كما أنه لا يوجد غروب أو شروق طويل، وكلما بعدنا عن المنطقة الاستوائية زاد طول الليل الشتوي أو النهار الصيفي ، ومعنى ذلك أن قدرًا معينًا من الحرارة يكاد لا ينقص ولا يزيد ينصبُّ على المنطقة الاستوائية طول العام ، بينما يؤدي زيادة طول النهار في فصل الصيف في المناطق الأخرى إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة أعلى من معدلات المنطقة الاستوائية ويقابل هذا انخفاض ملحوظ في هذه المناطق خلال الشتاء، ويترتب على هذا أن الحرارة تتغير تغيُّرًا خفيفا على مدار العام في المنطقة الاستوائية، بينما يكون معدل هذا التغيُّر واضحا كلما ابتعدنا عن المنطقة الاستوائية.
ووجود غطاء من السحب يحيط المنطقة الاستوائية بسبب زيادة التبخُّر، هو عامل آخَر يجب أن نعتمد عليه بعين الاعتبار في شرح ظاهرة انخفاض معدلات الحرارة في المناطق الاستوائية عنها في المناطق الصحراوية، التي تمثِّل بحق أعلى مناطق العالم حرارة ، ويؤدي عدم وجود غطاء السحب إلى وصول أشعة الشمس المباشَرةً إلى الأرض دون أن يرتدّ بعض منها إلى الفضاء، وينتج عن ذلك ارتفاع هائل في درجات الحرارة بالأقاليم الجافة. ومن هذا المنطلق تتمتع المنطقة الاستوائية بصيف دائم، بينما تظهر ظاهرة الفصلية الحرارية في الأقاليم المدارية، و في أطراف أفريقيا بشكل أوضح المطلة على كلا من البحر المتوسط والمحيط الجنوبي.
محاور البحث
- المحور الأول : الضغط والرياح في يناير
- المحور الثاني : الضغط والرياح في يوليو
- المحور الثالث : الأقاليم المناخية الرئيسية
- المحور الرابع : مدغشقر
المحور الأول : الضغط والحرارة في يناير
في خلال الشتاء تقع مناطق الضغط الجوي المرتفع في النصف الشمالي في عدة مناطق أهمها ما كان فوق سيبيريا، وتمتد هذه المنطقة مع شيء من الضيق إلى الغرب فوق وسط أوروبا الوسطى والغربية، وتنتهي بالاتصال بمنطقة الضغط الجوي الدائم فوق جزر الأزورس، ومن جزر الأزورس يمتد نطاق من الضغط الجوي المرتفع فوق شمال أفريقيا شرقًا ليتصل بمنطقة الضغط الجوي المرتفع الآسيوي، وبهذه الطريقة تصبح منطقة حوض البحر المتوسط منطقة من الضغط الجوي المنخفض النسبي وسط نطاقات عالية من الضغط الجوي ، ويصبح بذلك قطبًا تنجذب إليه بعض الأعاصير التي تسيطر على شمال الأطلنطي . أما النصف الجنوبي يصبح امتدادًا لمنطقة الضغط الجوي المنخفض الاستوائي، وبهذا ينفصل نطاق الضغط الجوي المرتفع المداري فوق كلا المحيطين الهندي والأطلنطى الجنوبي، وينتج عن ذلك اتجاه الرياح الجنوبية الشرقية من منطقة الضغط الجوي المرتفع فوق المحيط الهندي، إلى منطقة الضغط الجوي المنخفض فوق وسط جنوب القارة، وتهب عليها محملة بالبخار، وتسقط أمطارًا تقل كلما انتقلت للداخل
المحور الثاني : الضغط والحرارة في يوليو
نظرًا للحركة الظاهرية للشمس تتغير مظاهر الضغط الجوي والرياح بشكلٍ واضح خاصة في النصف الشمالي من القارة، وأظهر ما يتغير هو تلاشي منطقة الضغط الجوي المرتفع فوق الصحراء الكبرى، وسيطرة نطاق من الضغط الجوي المنخفض نتيجة لشدة الحرارة فوق كتلة اليابس الآسيوي الضخمة، ويوجد فوق أفريقيا مركزان لمناطق الضغط الجوي المنخفض في ذلك الفصل، أحدهما فوق منطقة تشاد، والآخَر إلى الشرق من النيل الأوسط قرب العطبرة . وتتصل منطقة الضغط الجوي المنخفض هذه بمنطقة الضغط الجوي المنخفض الدائم على خط الاستواء، وبذلك يسيطر على القارة شمال خط الاستواء نطاق هائل من الضغط الجوي المنخفض . أما البحر المتوسط فيقع فوقه نطاق من الضغط الجوي المرتفع النسبي، وتنطلق من تلك المنطقة رياح شمالية شرقية يكون لها تأثير في تخفيف الحرارة في معظم الجزء الشمالي من أفريقيا وحتى الإقليم السوداني.
وجنوب هذا النطاق الهائل من الضغط الجوي المنخفض يسيطر الضغط المرتفع على المحيطين الهندي والأطلنطي، ومنهما تهب الرياح الممطرة ، وتتوغل هذه الرياح كثيرًا داخل القارة بسبب وجود مراكز الضغط الجوي المنخفض السابق ذكرها، وبالتالي تسقط الأمطار في هذا الفصل على الإقليم السوداني كله من المحيط الأطلنطي وحتى هضبة الحبشة. أما بالنسبة لنصف القارة الجنوبي فإنه يقع تحت تأثير منطقة ضغط جوي مرتفع نسبيا، كما تقع المناطق الغربية من إقليم الكاب تحت تأثير الأعاصير التي تسقط عليها أمطارًا شتوية
المحور الثالث : الأقاليم المناخية الرئيسية
- أقاليم العروض المعتدلة
أ – إقليم المطر الشتوي
شمال أفريقيا : يتمتع مناخ هذا الجزء بشدة الحرارة وجفاف صيفي، وهو في الشتاء معتدل إلى بارد مع سقوط الأمطار، وفي إقليم الأطلس تقع جبال الأطلس باختلاف محاورها في أوضاع متعامدة وشبه متعامدة بالنسبة لإتجاه الرياح الغربية والشمالية الغربية، بما يؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل المطر شتاءً.
وصيف هذا الإقليم حار جاف وسماؤه صافية، ونادرا ما تسقط أمطار ، ولا ترتفع مطلقا درجات الحرارة إلى ٤٠°م، وإن كان ذلك يحدث أحيانًا في الجبال، ومتوسط حرارة الصيف يقع بين ٢٢°م و٢٦°م، وفي مناطق الساحل لا تقل درجة حرارة الليل، بينما يحدث الانخفاض في المناطق الداخلية والجبلية.
الكاب : يتميز إقليم الكاب باعتدال درجة الحرارة على مدار السنة؛ فيبلغ متوسط الحرارة في الصيف ٢٠°م، بينما تنخفض الحرارة إلى ١٣°م في أشهر الشتاء، ولهذا فالمدى الحراري قليل، كما أن درجة الحرارة في الصيف ليست مرتفعة، كما أن حدوث الصقيع يكون أكثر احتمالًا من شمال أفريقيا. وتقل معدلات الحرارة شتاءً في الجبال عن السهول، كما تزداد في المتوسط بمقدار درجة حرارة واحدة في شرق الكاب عن غربه في الشتاء، ولكنها تزداد في الصيف كثيرًا في الشرق.
ب – إقليم المطر الصيفي
يظهر هذا الإقليم في سواحل وهضاب جنوب شرق أفريقيا فقط ، وأدى ذلك إلى وقوع هذه الأجزاء داخل النطاق الصحراوي الكبير في العالم، ونتج على ذلك ارتفاع درجات الحرارة في الإقليم الساحلي في ناتال إلى درجة حرارة تقترب من أجواء المناطق المدارية البحرية، كما أن تيار موزمبيق الحار يعمل على رفع درجات الحرارة على طول الساحل. أما الهضبة فتمتاز بدرجات حرارة أكثر اعتدالًا بسبب ارتفاعها وكذلك بعدها عن تيار موزمبيق. وتمتاز الهضبة إلى جانب اعتدال الحرارة بكمية أمطار كثيرة. ويبلغ متوسط درجة الحرارة بالصيف بين ٢٠°م و٢٢°م، بينما تبلغ درجة الحرارة في فصل الشتاء بين ١٠°م و١٥°م، أما حرارة الساحل فهي أعلى قرابة 4 درجات مئوية صيفا، وقرابة درجتين شتاءً عن الهضبة.
- أقاليم المناخ المداري الجاف
(أ) المناخ الجاف المثالي
يتمثل هذا في منطقة الصحراء الكبرى وتمتد في نطاق متماسك من سواحل المحيط الأطلنطى غربًا إلى البحرالأحمر شرقًا. وتتعرض الصحراء الكبرى لأمطار سيلية مفاجئة تنتج عن فلول أعاصيرها هاربة من أعاصير البحرالمتوسط، أو الإقليم السوداني، وعندما تهطل تلك السيول فإنها تكون جارفة شديدة ومرتكزة في مناطق محدودة، ويكون زمن هطولها قصير محدود ، ولكن نتائجها خطيرة جدا . ونظرًا لأن الصحراء تقع تحت طائلة ضغط جوي مرتفع مستمر بخاصة في الشتاء، تكون الرياح غالبًا محلية، بالإضافة إلى الرياح الشمالية الشرقية الجافة التي تهب خلال الشتاء والصيف بانتظام.
(ب) المناخ الجاف الهامشي
شمال الصحراء الكبرى : ويمتد هذا الإقليم بين جبال الأطلس ودرجةالعرض ٢٨ درجة شمالًا على ساحل المحيط الأطلنطي، يشمل بهذا جزر كناريا، والفاصل بين الصحراء وذلك الإقليم الانتقالي لا يتبع قاعدة واحدة، لكنه يرتبط بظروف طبيعية عدة في مساره منها الظروف التضاريسية، وكذلك ظل المطر بما يؤدي إلى تداخل واضح بين الظروف الصحراوية المثالية وإقليم الانتقال، ويمتاز القسم الشرقي بشتاء أقل انخفاضا في الحرارة من القسم الغربي؛ بسبب قربه المستمر من البحر المتوسط، لذا لا يحدث الصقيع إطلاقًا في المناطق القريبة من البحر، وتتراوح درجات الحرارة بين ٤٥°–٤٠°م في الفترة بين أبريل وسبتمبر، وبين ١٧°م في الشتاء. أما الأمطار فهي معدومة خلال شهور الصيف الطويل، وتسقط في أشهر الشتاء فقط بين نوفمبر وفبراير بمتوسط أكثر من ٢٥ مم شهريا ، و أحيانًا قد تحدث أمطارًا شديدة خلال أكتوبر ومارس.
جنوب الصحراء الكبرى : يقع هذا الإقليم جنوب خط ١٦° شمالًا، ويحدده على وجه التقريب مطر سنوي قدره ٢٥٠مم يسقط بين أغسطس وأكتوبر، وبالتالي هذا الإقليم يخالف الإقليم السابق في موقعه وموعد سقوط الأمطار، وهذا بطبيعة الحال مرتبط بالإقليم الذي يأتي بعده ؛ ففي الشمال يوجد إقليم المطر الشتوي، ولذلك فأمطار الإقليم الانتقالي الشمالي شتوية، بينما الجنوبي إقليم المطر الموسمي الصيفي، ولذا تكون أمطار هذا الإقليم الانتقالي صيفية .
إريتريا والصومال : يمكننا أن نضم منطقة حوض بحيرة رودلف الجافة إلى هذا الإقليم والتي تتراوح فيها درجة الحرارة بين ٢٧° و٣٠°م، وتصل فيها درجات الحرارة القصوى فيها إلى ٤٠°م. كذلك يقل فيها المدى الحراري يوميا إلى ما بين ١٠°م و١٢°م، و غالبًا الرطوبة النسبية منخفضة، وكمية المطر السنوي تتراوح فيها بين ١٥٠ و٢٠٠مم، ويسقط حوالي ثلثيها في أبريل والباقي في يوليو.
أفريقيا الجنوبية : يمتاز هذا النوع المناخي بارتفاع حاد في المدى الحراري بين الليل والنهار يصل ١٨°–٢٢°م بين متوسط النهايات العليا والصغرى؛ إذ تبلغ نهارا الحرارة القصوى المطلقة ٢٥°م في يوليو و٣٥°م في شهر أكتوبر، والحرارة الدنيا تبلغ ٣°م و١٧°م للشهور نفسها على التوالي، ولهذا فان احتمالات حدوث الصقيع موجودة باستمرار خلال شهور السنة، وتتراوح النهايات القصوى والدنيا المطلقة بين ٥°م : ٨°م، وبين ٤٠°م : ٤٥°م.
صحراء ناميب : متوسط الحرارة السنوي يزيد فيها عن ١٥°م في الجنوب إلى ٢٠°م في الشمال، كما ترتفع درجات الحرارة في الداخل عن المنطقة الساحلية، ويرتفع متوسط الحرارة القصوى من ١٩°م في الجنوب إلى ٢٩°م في الشمال، ويرتفع متوسط الحرارة الدنيا ٥°م ، ٧°م في الجنوب والشمال على التوالى.
- أقاليم المطر الفصلي المدارية
تتميز مساحات كبيرة من الأقاليم المدارية بأفريقيا بأمطار يتركز سقوطها خلال فصل الصيف، بينما يصبح الشتاء جاف ، وفيما خلا ذلك تتشابه هذه المساحة الكبيرة في ظروف الحرارة مع الأقاليم المدارية الجافة، ولكنهما يختلفان في احتلال النطاقات التي تتمتع بالمطر الفصلي للمناطق القريبة من الإقليم الاستوائي، بينما تبتعد مناطق النطاقات الجافة عن المنطقة الاستوائية.
(أ) مناخ السودان المثالي
يمتاز هذا الإقليم بحرارة شديدة على مدار السنة ، ونادرًا ما تقل درجة الحرارة عن ٢٠°م، ويحدث الصقيع في الموسم البارد احيانا في الليل ، وتهب من أكتوبر إلى أوائل مارس رياح جافة شمالية شرقية منتظمة مستمرة على النطاق السوداني، من مناطق الضغط الجوي المرتفع في الصحراء إلى الضغط الجوي المنخفض الاستوائي ، أما في الصيف تهب الرياح الجنوبية الغربية من المحيط الأطلنطي جنوب خط الاستواء إلى منطقة الضغط الجوي المنخفض المتركزة في الإقليم الشمالي من النطاق السوداني محملة بأمطار، و نطاق الرياح المطيرة الجنوبية الغربية يمتد حوالي ١٥٠٠كيلومتر إلى الشمال من النطاق الاستوائي، ونجد في هذه المسافة اختلافًا في كمية الأمطار الساقطة وكذا نظم سقوط هذا المطر.
ب) المناخ السوداني في هضبة الحبشة
تمثل منطقة الهضبة الحبشية نمطا مميزا من المناخ السوداني المثالي، ويرجع سبب الاختلاف إلى الارتفاع الكبير في هذه الهضبة، ولا ريب أن الارتفاع له تأثير كبير على قلة درجة الحرارة بمقدار ٥°–٧°م عن السهول المجاورة، وزيادة معدلات الأمطار الساقطة بالنسبة للسودان الشرقي المجاور.
ولا تقتصر أهمية دراسة الأمطار في الحبشة على الحبشة نفسها، وإنما تمتد أهمية هذا إلى أقاليم أبعد مثل أجزاء في السودان الأوسط ومصر.
(ﺟ) النوع السوداني المعدل
كما عرفنا ترتفع درجات الحرارة أن نصف القارة الجنوبي عنها في المتوسط من نصفها الشمالي، وقد نتج عن ذلك أن الحرارة ليست شديدة رغم أنها مرتفعة معظم شهور العام ، وهي لا تزيد في آخِر الأشهر التي تسبق شهر المطر عن ٢٧م، ولا تقل درجة الحرارة في منتصف الشتاء عن ١٦م . وعلى ساحل أنجولا يسقط من الأمطار ما بين ٢٥ و٥٠سم، هذه القلة تجد لها تفسيرا في مرور تيار بنجويلا البارد من الجنوب إلى الشمال، وازدياد حرارة الرياح من منطقة الضغط الجوي العالي جنوب الأطلنطي أثناء اتجاهها شمالًا نحو النطاق الاستوائي
- المناخ الإستوائي
في قلب أفريقيا يتربع هذا الإقليم من درجة العرض ٥° جنوبًا حتى درجة العرض ٧° شمالًا، وبسبب اتساع الإقليم وسيطرته على قلب القارة في صورة حزام عريض متصل، وكذا لنوع الحياة النباتية المميزة له، فإنه قد اشتهر عن القارة كلها أن هذا النوع المناخي والنباتي القاسي هو السمة المميزة لأجواء أفريقيا، دون غيره من أنواع المناخ والنبات التي ينتشر في مساحات أكبر، مع العلم أن امتداده ومساحته أقل بكثير من المساحة التي يشغلها النطاق الصحراوى أو نطاق المناخ السودانى.
ويتميَّزَ المناخ الاستوائي الأفريقي بعدة أنواع متغيرة ، نركزها في الانماط التالية:
(١) نوع يمتاز بحرارة مرتفعة طول العام، ونظام منتظم لسقوط الأمطار، ورطوبة دائمة عالية ويسود مثل هذا النظام الإقليم الشمالي في حوض الكنغو، وهو أكثرها تمثيلًا، ويمتاز بحياة نباتية غنية تتمثل في غابات استوائية كثيفة.
(٢) حرارة مرتفعة على مدار العام مع سقوط مطر فصلي عنيف في الصيف، ورطوبة عالية في أغلب شهور العام، وفصل قصير ولكنه صاف تسقط فيه أمطار خفيفة تتطرف إلى فصل جاف. وينتمي إلى هذا النمط معظم ساحل غانا وما وراءه مباشَرةً، وتسود الغابات الاستوائية.
(٣) حرارة مرتفعة في النهار على مدار العام مع ليل رطب ، ومطر متوسط الكمية يسقط على مدار العام بانتظام. ويسود هذا المناخ مرتفعات شرق أفريقيا الاستوائية، والنباتات عبارة عن حشائش السافانا الطويلة مع قليل من الأشجار
المحور الرابع : مناخ مدغشقر
تقع هذه الجزيرة الكبيرة إلى الجنوب الشرقي من القارة قرب درجة العرض ١٢° جنوبًا في طرفها الشمالي، وتسيطر الرياح الجنوبية الشرقية الممطرة على الجزيرة ، وتبلغ كمية المطر الساقط أقصاها على الساحل الشرقي؛ حيث تزيد الكمية عن ٣٠٠سم في مواقع عدة (تامتاف ٣٢٥سم) وتقل كمية الأمطار على الساحل الشمالي الشرقي إلى ١٥٠سم، والجنوبي الشرقي إلى ٦٠سم، وعلى الهضبة تأخذ الأمطار في القلة إلى ١٤٠سم، أما السهول الغربية فإن أمطارها في الوسط والشمال تزيد عن ١٤٠سم، بينما في الجنوب تتناقص بسرعة تجاه الجنوب الغربي إلى أن تصل إلى ٣٠سم على الساحل، والسبب في هذا يرجع إلى وقوع الجنوب الغربي من الجزيرة بعيدًا عن مسار كتلة الهواء الجنوبية الشرقية الممطرة.
الخاتمة
في ضوء القواعد التالية يمكننا أن نقسِّم أفريقيا إلى أقسام مناخية ثلاثة رئيسية، و لكلٍّ منها أقسام فرعية:
(١) مطر دائم كثيف أكثر من ١٥٠ سنتيمترًا.
(٢) جفاف تام.
(٣) مطر فصلي من مناطق التدرج بين ١ و٢.
(٤) حرارة مرتفعة في كل المناطق.
(٥) مناطق فصلية الحرارة والأمطار في الهامش الشمالي والجنوبي.
وقد نتج عن تلك العوامل أو تفاعلاتها المناطق الثلاث الأساسية التالية:
- المناخ الاستوائي : ويشمل إقليمين : المطر ذي القمتين وذي القمة الواحدة.
- المناخ المداري :ويشمل قسمين مختلفين ، هما المناخ الموسمي المطير، ويُسمَّى أحيانًا مناخ السافانا أو المناخ السودانى ،ثم المناخ الصحراوي الجاف،وبين القسمين توجدأقاليم انتقالية شبه جافة .
- مناخ العروض المعتدلة : وتشمل إقليم المطر الشتوى والمطر الصيفي في هامش القارة الشمالي و الجنوبى .
وتظهر هذه النطاقات الثلاثة في القارة الأفريقية في قسميها شمال وجنوب خط الإستواء.
وتوجد عدة استثناءات تفرِّق بين التماثل التام فى تكرار هذه النطاقات على الساحل الشرقي لكلا القسمين الشمالي والجنوبي في أفريقيا. ويكون التكرار واضحا على الساحل الغربي للقارة شمال وجنوب خط الاستواء، بينما يختلف الساحل الشرقي تمامًا، مثلا يمتد الإقليم الصحراوي في شمال القارة من ساحل المحيط الأطلنطي إلى البحرالأحمر دون انقطاع، بينما يمتد في النصف الجنوبي فقط من الساحل الغربي إلى أواسط القارة، دون يظهر على الساحل الشرقي المقابل، ويعود هذا الاختلاف إلى طبيعة التضاريس ، وكذلك يرجع إلى طبيعة الموقع والعلاقة المكانية لقارة آسيا مع القسم الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا
و نستنتج من هذا المثال ومثال آخَر وهو امتداد الأحوال الصحراوية على الساحل الشرقي من خط عرض ١ جنوبًا، وإلى اتجاه الشمال منه أنه يوجد اختلافًا جوهريًّا بين قسمَيْ أفريقيا شمالا وجنوبا ؛ فالقسم الجنوبي ضيق عن الشمالي كما أنه يطل على مسطحين مائيين كبيرين وهما المحيط الهندي من الشرق والأطلنطي من الغرب.
أما بالنسبة للنصف الشمالي للقارة فهو عريض كما أنه يتصل من الناحية الشرقية بكتلة آسيا، ولهذا فإن الرياح الشمالية الشرقية التي تعرف باسم الرياح التجارية التي تهب على الساحل الغربي للبحرالأحمر في خطوط العرض التي تهب فيها لا تعبر مسطحات كبيرة مائية، وبهذا تكون جافة بما يؤدي ذلك إلى امتداد الظروف الصحراوية نحو شمال شرق القارة الإفريقية
المصادر
- https://scholar.google.com/scholar?oi=gsb95&q=%20%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE%D9%8A%D8%A9&lookup=0&hl=en
- https://www.hindawi.org/books/39490260/1.6/
- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81_%D9%83%D9%88%D8%A8%D9%86_%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE
- http://www.aoad.org/env/ClimReg.asp
- http://alamarabi.com/2018/02/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE%D9%8A%D8%A9/
- https://www.facebook.com/lmAljghrafyaAlamt/posts/935653943130099/
- https://www.facebook.com/836769323194888/