عمرو الدمرداش يكتب : التعليم الفنى بين المشاركة المجتمعية و إهمال منظمات المجتمع المدنى

التعليم الفني

بقلم / د . عمرو الدمرداش

ان حق التعليم الجيد لهو حق اصيل من حقوق الانسان لان التعليم الجيد يرفع كفاءة الانسان لتحمل واجباته الوطنية وللمشاركة الفعالة فى مجتمعه.

لابد من وجود شراكة فاعلة بين الجمعيات الأهلية والوزارة لان دور المجتمع المدنى فى تطوير التعليم الفنى لهو بحق الدور الوطنى الاهم والعم والذى يمس بصفة مباشرة المجتمع المصرى وانعكاس ذلك على الاسرة المصرية بصورة مباشرة.

ويحتاج التعليم الفنى الى الدعم بكافة صوره واشكاله ماديا واعلاميا ومعنويا وفنيا حيث يصب هذا كله لصالح طلاب التعليم الفنى الذين ينتمون فى غالبهم للاسرة المصرية المحدودة الدخل .

وعلى مؤسسات المجتمع المدنى مساعدة الدولة لتوفير كل المواد والوسائط المتاحة في بيئتنا ومجتمعنا فى علاقة تفاعلية بين المجتمع و المعلمون والمتعلمون من خلال أنشطة ذهنية و عضلية حركية وفق تنظيم وأسلوب محدد مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في قدراتهم الجسمية والعقلية وفي أنماطهم المعرفية والتعليمية وتصميم التعليم والتدريس بحيث يواجه تلك المتغيرات بين المتعلمين كتطبيق لمبدأ الفلسفة الاجتماعية المتعلقة بالقيم الديمقراطية التي تؤكد على احترام شخصية الفرد .

ويجب ان تساهم مؤسسات المجتمع المدنى فى دعم وتطوير التنمية المهنية والأساليب الحديثة فى التدريس والادارة المدرسية

– ويجب ان تشارك فى تمويل تدريب القائمين على العملية التعليمية بمدارس التعليم الفنى يصب فى مصلحة الطلاب ولكن علينا اختيار الوقت المناسب لهذا التدريب بان يكون فى فترة الصيف او اجازة نصف العام ، وان تنصب هذه التدريبات على التدريبات المهارية والفنية والعلمية للمعلمين بجانب التدريبات الادراية للادارة المدرسية بدا من مدير المردسة ومرورا بكل الادارات من شئون طلبة ومكاتب تشغيل وشئون عاملين وامن وخلافه .

كما يسعى بعض معلموا التدريبات العملية لاستكمال دراستهم الجامعية فى مجال تخصصهم فى كليات التربية والتعليم الصناعى لكى يستطيعون ان يقوموا بالتدريس فى تخصصهم نظرى وعملى ..

ولكن قد يكون كلفة المصروفات الدراسية حائلا بينهم وبين تحقيق حلمهم ، فهل يمكن للمؤسسات المجتمع المدنى مساعدة هؤلاء المعلمون فى تنمية مستواهم العلمى والتربوى ..على ان من لا يستكمل دراسته منهم عليه برد ما دفعته المؤسسة له من تكاليف الدراسة .

– المشاركة فى توفير دورات لغة وترجمة للمعلمين التخصصات العلميين بالتعليم الفنى حتى يستطيع كل منهم الاطلاع والتنقيب فى المواقع الاجنبية المتعلقة بتخصصه .

– المساهمة فى إصدار كتاب للمعلم يكون مطبوعاً خصيصاً له يحتوي على كافة الوسائل والوسائط المساعدة التي يمكن أن تتوافر في المدرسة من CD أو دسكات أو شرائح أو أشرطة فيديو(لتغطية كافة المهارات التعليمية السمعية والحركية والبصرية للطلاب) ويوضع في المعمل الخاص بكل تخصص أو في المكتبة المدرسية وطرح أجهزة الكمبيوتر المحمولة حتى وان كانت مستعملة (استيراد) ومدعمة للمعلمين ويمنع المعلم من التصرف فيها بالبيع وان تكون مصاحبة له داخل الفصل كالكتاب المدرسي وكشكول التحضير الذي يجب الاستغناء عنه واستبداله بأخر مطبوع لتوحيد تدريس خطة المنهج وتوقيت إنهائه على مستوى الدولة .

كما ينبغى ان يتم تفعيل الأنشطة والتنظيمات المدرسية الاجتماعية لبناء شخصية التلميذ واتجاهات المواطنة

– ويحتاج الطلاب بالتعليم الفنى الى رعاية متكاملة بتوفير زي مناسب لهم ويحتاج الى توفير الادوات المدرسية والى دعم رحلات مجانية لهم سواء كانت رحلات ترفيهية او رحلات علمية من خلال التعاون بين الجمعيات الاهلية ومكتب الخدمة الاجتماعية بالمدرسة وهذا ينعكس على ترسيخ روح الانتماء بين الطالب ومدرسته التى هى جزء صغير من وطنه.

– كما يحتاج الطلاب الى رعاية للموهوبين والمبتكرين والرياضيين وتبنى هذه المواهب ودعمها بالصرف وتنمية مهارات معلمى التربية الرياضية والانشطة .

– يمكن للجمعبات الاهلية تحمل جزء من مصروفات الفئات الغير قادرة والتي لا يمكنها اثبات أحقيتها للتخفيض او الأعفاء بالتعاون مع الاخصائيين الاجتماعيين بالمدارس.

– يجب إن توضع مجموعة من التصميمات الموحدة للزي المدرسي بحيث تكون جميلة ووقورة لتناسب الموقف التعليمي والحد من ظاهرة كرنفالات الألوان والأزياء داخل المدارس والجامعات وحفاظا على مشاعر الطلاب الفقراء وعدم دفعهم للانحراف والعنف بسبب الغيرة التي قد تنشأ من عدم قدرتهم على شراء الملابس الغالية التي يرتديها زملائهم الميسورين .

– ويصنع هذا الزي بمعرفة كل محافظة طبقا لمجموعة التصميمات والألوان التي حددتها الوزارة لكل محافظة ..وتقوم المحافظة بتجميع الأزياء المدرسية المصنعة من خلال أصحاب المشروعات الصناعية الصغيرة والشركات والمصانع الكبيرة….

ويوزع الزي على الطلاب بسعر مدعم من خلال المجمعات بالمحافظة وبالتقسيط لغير القادرين والأيتام بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والخيرية.

– مساهمة مؤسسات المجتمع المدنى فى إنشاء صندوق للتأمين والإسكان الطلابي حيث تقوم وزارة التعليم بالمشاركة مع وزارة الإسكان ووزارة التأمينات بإنشاء صندوق إسكاني تأميني للطلاب يدفع فيه كل الطلاب قسط شهرياً أو سنوياً اختياري و متنوع لأساليب التسديد وعلى مدار سنوات التعليم يصبح له بمقتضاه مقدم شقة عند التخرج في إحدى التجمعات العمرانية الجديدة بالظهير الصحراوي أو مبلغ يساعد على بدء حياته العملية مع تميز شقق خريجي الجامعات عن شقق الحاصلين على مؤهلات متوسطة داخلياً وليس خارجياً بسبب زيادة السنوات التي حصلت من الطالب أثناء دراسته الجامعية وسنجد تفاعل من نسبة كبيرة جدا أولياء الأمور الذين يودون تأمين مستقبل أبنائهم

–أما الغير قادرين من الطلاب تقوم الدولة بتشجيع الجمعيات الأهلية الخيرية على المستوي المحلي والدولي بالتبرع والأشراف على تنفيذ هذا المشروع من خلال أوقاف للتعليم

– مع الرقابة الشديدة بدلا من ان توجه التمويلات الخارجية لتفتيت اواصر الدولة والصرف على الدعاية والبلطجية

– تاجير وسائل نقل مجانية للطلاب من القرى الى المدن بالتعاون مع القوات المسلحة على ان تخصص بعضها للفتيات واخرى للفتيان ويكون ركوبها بكارنيه المدرسة فى اوقات دخول وخروج المدارس.

– أعداد عرض فيديو لطلبة التخصصات أسبوعيا بوسائط مختارة توفرها الوزارة لأفلام تسجيلية عن الاختراعات والابتكارات في كل المجالات وخصوصاً مجال التخصص الذي يدرس فيه الطلاب لتشجيع الطلاب على الابتكار مع تفعيل دور المكتبة المدرسية .

كما ان دور مؤسسات المجتمع فى توفير التغذية المدرسية لابد ان ينعكس اثرها على الاسرة لطلاب التعليم الفنى حيث ان اغلب هذه الاسر فقيرة ، فاذا كانت الدولة توفر الان الخبز للاسرة المصرية البسيطة والسلع الاساسية من الزيت والسكر والارز وغيرهم من السلع التموينية ..فلماذا لا يتم مد هذه الاسر ايضا من خلال ابنائهم الطلاب بما يستطيعون ان يقدموه لاولادهم فى صورة سندوتشات يأتون بها الى المدرسة فى الصباح فلماذا لا نفكر فى اعادة صياغة التغذية المدرسية حيث تقدم للطالب شهريا بنفس قيمتها مثلا فى صورة علبة حلاوة – علبة جبنة نستو – علبة جبن ابيض – علبة مربي –علبة تونة –علبة بلوبيف مثلا .او اسطوانة لنشون من الحجم الصغير ..حيث يستلم الطالب وجبته الشهرية من خلال بطاقة تشبه بطاقة التموين ، ويراعى التنوع كل فترة فى المنتجات لمنع الملل بالتنوع بين سلع البقالة وهنا تكون قد تعظمت الاستفادة للطالب واسرته وسبب هذا خفض للانفاق الشهرى على احتياجات الاسرة ..

هنا يقفز سؤال ان هناك بعض المحال الخاصة بالبقالة يمكن ان تغلق ابوابها ، يمكن ان تكون هذه الوجبة الشهرية من خلال بون يأخذه الطالب ويصرف قيمته من اقرب بقال ويقوم البقال بتجميع البونات وصرف مقابلها بنس اسلوب التموين .

على ان يتم صرف البون المسلم للطالب من خلال الرقم القومى لولى الامر وتوقيعه حتى لا يقوم الطلاب ببيعها بنصف الثمن الى البقال للصرف على اشياء اخرى ومن خلال ده ايضا نقدر نسيطر على حضور الطلاب وغيابهم من خلال دفتر توقيع للحضور والانصراف يربط به نسبه حضوره مع استحقاقه للوجبةويجب ان يكون هناك دعم من مؤسسات المجتمع المدنى للمدارس من اصلاح البنية التحيتية ، دهانات ، نجارة ، سباكة، تشجير ، دعم تكنولوجي ، معامل أوساط ، تجهيز معامل .

كما يمكن لمؤسسات المجتمع المدنى ان تسعى تتفق مع شركات تجارية وصناعية بان تقوم بطبع الكتاب المدرسي على نفقة هذه الشركات التجارية والصناعية بنظام الرعاية حيث تقوم برعاية مرحلة مدرسية او تخصص وطباعة كتبها والانفاق على تطوير التعليم بها وهنا قد نجد الجمهور من اولياء الأمور يتجهون الى شراء منتجات هذه الشركات لعلمهم بانها هي السبب في جودة تعليم أولادهم.

تحتاج مدارس التعليم الفنى الى توفير امن اضافى لها لكى يستطيع ان يحافظ على المدرسة من محاولات السرقة لاجهزتها ومعداتها ليلا ، ولا يجيد هذا الا شركات الامن التى يكون افرادها على درجة كبيرة من الكفاءة ..

ولكن توفيرها يمثل عباء على الموازنة الخاصة بالمدرسة الفنية ، هذا بالاضافة ايضا الى العمالة الخدمية بالمدارس

وهنا نتساءل هل يمكن للمنظمات الوطنية للمجتمع المدنى توفير هذا من خلال عقود سنوية بينها وبين شركات الامن والخدمات قابلة للتجديد حسب الموارد المتاحة للجمعيات .

كما تحتاج مدارسنا الفنية الى توفير معامل حاسب الى لكل تخصص من تخصصاته وكذا معامل فيزيائية .

كما تحتاج الى توفير الوسائل التعليمية المعينة للشرح لكل معلم من معلمى المدرسة الفنية والوسائل المكلفة يمكن توفير نموذج واحد يوضع فى معمل التخصص.

كما تحتاج للصرف على تجهيز ملاعبها لكى يستطيع الطلاب ممارسة الرياضة بها وعمل ملعب خماسي بكل مدرسة فنية ..

– لتسويق منتجات المدارس الفنية والصناعية يجب أن تساهم مؤسسات المجتمع المدنى فى تبنى تجربة سابقة للنوادى فالمعارض الموجودة بأسوار النوادي الرياضية على أن تأتي تكلفتها من تأجير بعض الممولين لهذه المعارض بحق انتفاع لمدة معينة ويمكن مشاركة أجهزة رعاية وتشغيل الشباب بالمحافظات المختلفة ووزارة الشباب والتنمية المحلية

كما يمكن تاجير السطح العلوى لهذه المحال لشركات دعاية واعلان مع وضع معايير الا يكون على هذه الاعلانات ما يخدش الحياء نظرا لوجودها اعلى مدرسة والعائد من هذه المشروعات يعود نسبة 75 % منه على المدرسة ونسبة 25 % منه تذهب الى أنشطة تطوير التعليم المحتلفة فى الوزارةكما يمكن إنشاء مراكز خدمة بهذه الأسوار تكون هذه الخدمة موجهة للجمهور نظير أجر مناسب .

ولمكافحة التسرب من التعليم وظاهرة اطفال الشوارع يجب تجميع اطفال الشوارع والمتسربين من التعليم وتصميم برامج لهم بالاتفاق مع التعليم الفنى لاعادة تاهيلهم من خلال تدريبهم على مهنة او صناعة ما

Exit mobile version