اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

الحنين لرائحة الزمن الجميل..؟!


الحنين لرائحة الزمن الجميل

الحنين لرائحة الزمن الجميل…؟!

بقلم د.احمد شادى 

لما كنا صغار، كنا نحس إن الشارع لينا، وإن الناس أهل، وإن كل حاجة حواليك فيها احترام وأخلاق وأصول واللي كان يحكمنا العادات والتقاليد

النهاردة؟ الناس اتغيرت، الناس بقت مستعجلة ” تيك اوي”، القلوب بقت بردة، والحياء بقى كلمة من الماضي او بمعنى اصح “دقه قديمه” الهويه المصريه ولاد البلد الذوق مش بس في اللبس، ده كان في الروح

كان الواحد قبل ما يتكلم يفكر، قبل ما يدخل يستاذن، قبل ما يطلب يقول “لو سمحت”.

الناس كانت تحترم بعضها ” الحب” المودة ، حتى لو أول مرة يشوفوك

كان في حاجة اسمها “ذوق عام”… ما ينفعش تزعق في الشارع، ولا تأذي حد بكلمة، ولا ترمي زبالة في الأرض ساعه المغربيه كل واحد صاحب محل يكنس قدام محله ويرش ميه ونسمع الراديو الساعه 5:00 للاغاني الجميله ام كلثوم عبد الحليم ورده نجاه كانت الوجوه جميله مريحه تسامح رضا ايام زمان ايام الريحه الجميله والنفوس الطيبة مسيحي ومسلم كنا نقول عليه عمي الله ايام الزمن الجميل الريحه الطيبه

دلوقتي؟ بقينا نشوف اللي يشتم لمجرد إنه متضايق، واللي يضحك بصوت عالي في مكان عام، واللي يحس إن قلة الذوق نوع من “الثقة بالنفس”.

الحياء… مش موضة قديمة، ده أساس التربية

زمان كنا نتكسف نقول كلمة خارجة، حتى لو بين أصحابنا.

البنت كانت تستحي تضحك بصوت عالي، والولد والبنت كان يخاف يزعّق قدام الناس

الحياء كان زينة، كان عنوان للبنت المحترمة، والولد المتربي.

النهاردة؟ بقى الحياء يتقال عليه “عُقد”، واللي مكسوف يتقال له “يلا يا خواف”، وكأن الأدب بقى نقص.

العادات اللي كانت بتلمنا… راحت فين؟ للاسف بقت موضه قديمه !!!

زمان كان يوم الجمعة “لمه العيله” يوم مقدّس: ريحة الطبيخ طالعة من كل بيت، صوت القرآن من الشبابيك، أجراس الكنائس والعيلة ملمومة طبق الكشك و عاشوراء اللي كان بيلف على الجيران اللي هم اهالينا . ايام الريحه الجميله والنفوس الطيبه .

رمضان كان له طعم، والعيد له طقوس، والعزايم كانت تتعمل من غير حساب.

النهاردة؟ بقينا نعيد برسالة، ونزور على السوشيال ميديا، ونعتذر بإننا مشغولين، رغم إننا بنقضي ساعات على التليفون.

كل حارة كان فيها “أم أحمد” و ” ام جورج” قلبهم على قلب بعض صافيه وجميله ريحه الزمن الجميل..

أمهات بسيطة، قلبها كبير، بتلمّ الكل حواليها، وتطبخ وتوزّع، وتفرح بفرحك وتحزن لحزنك.

لما ماتو ، الحارة كلها نزلت تعزّي، الكل بكى، والكل قال:

“كانت بتجمعنا… دلوقتي مين هيجمعنا؟”

ماتت الست، بس سابت أثر. سابت حاجة جوانا مش عايزة تموت.

طب ممكن ترجع؟ نعم !

نعلّم أولادنا يقولوا “شكرا” و”بعد إذنك”، نربيهم على الحياء، مش على الاباحه .

نرجع نسأل على جارنا، ونلمّ العيلة على التسامح والرضا بالقضاء والقدر والتوكل على الله على النفوس الطيبه والمحبه والسلام ريحه الزمن الجميل .

ريحه الزمن الجميل في كل بيت اصيل اتربى على طبليه ابوه بيعمل الخير من غير ما يستنى مقابل عشان بيحب ريحه الزمن الجميل .

إظهار المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة