سفير الاتحاد الأوربي يشارك جامعة أسيوط بجلسة نقاشية حول مشاكل قضية المياه بالقاهرة

المنشاوي: جامعة أسيوط تدعم البحوث التطبيقية في قضية المياه لحفظ الأمن القوميشارك سفير الاتحاد الأوربي كريستيان برجر، بصحبة وفد يضم عددًا من السفراء الأوربيين، اليوم الإثنين، في جلسة نقاشية “كوفي توك”؛ حول قضية المياه والمشاكل التي تواجه المصريين في المياه، وكذا نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبي لطلاب جامعة أسيوط، برعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أهمية تكاتف الجهود من أجل التصدي لأزمة المياه في مختلف أنحاء العالم، وهي المسئولية التي تقع على عاتق جميع الحكومات والدول، والشركاء من القطاع الخاص.
ولفت إلى أن موضوع الأمن المائي يعد من أهم محاور الأمن القومي المصري، لاسيما أنه يمس وجود وحياة الشعب المصري، ويؤثر في عملية التنمية والاستقرار، ويتصدرها حماية نهر النيل بصفته المورد الأساس لحوالي 96% من المياه العذبة التي تعتمد عليها الدولة في كل نواحي الحياة؛ ما يجعلها في صدارة اهتمامات القيادة السياسية، معربًا عن الثقة في قدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على إدارة ذلك الملف بوطنية وحكمة.
وشهدت الجلسة النقاشية حضور اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، والدكتور أيمن السعدي مدير المكتب الفني للمركز القومي لبحوث المياه، والمهندس أحمد ياسين منسق برنامج “EvJeel Connect”، والدكتور أحمد عبد المولى القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبد العليم القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من عمداء كليات الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب.
وأشار رئيس الجامعة، إلى الآليات التي يمكن من خلالها حوكمة وترشيد استخدام المياه عن طريق عدة محاور في مقدمتها “حفظ الحقوق المائية المصرية، ومد جسور التعاون مع دول حوض النيل، وتعزيز سياسة بناء الثقة، والتأكيد علي المنافع المشتركة للمشروعات على اختلاف أنواعها، فضلاً عن إبرام الاتفاقيات الدولية على نحو يقلل من التأثيرات السلبية لتدخلات القوى الخارجية في دول حوض النيل”.
وأكد حرص إدارة الجامعة على دعم المشروعات البحثية المقدمة من أعضاء هيئة التدريس، وشباب الباحثين، وفقاً لأهميتها المجتمعية في مختلف مجالات التنمية، ورصد مليون جنيه؛ لدعم وتمويل المشروعات الفائزة؛ بشرط ارتباطها بمحاور التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة.
كما تهتم الجامعة بتوجيه أبحاثها نحو تنمية الموارد المائية، وجارٍ بالفعل تمويل أربعة أبحاث علمية في هذا المجال، داعياً الباحثين والطلاب إلى تقديم مزيد من المشروعات البحثية التي تقدم حلولا عملية على أساس علمي؛ يتم عن طريقها تحقيق أقصى إفادة من مياه الأمطار والسيول، وخاصة في ظل التوقعات بدخول صعيد مصر في حزام الأمطار والسيول؛ بحلول عام 2025.
وخلال كلمته أعرب محافظ أسيوط اللواء عصام سعد، عن سعادته بهذا اللقاء، بحضور رئيس وفد دول الاتحاد الأوربي، والذي يجسد حجم التعاون الوثيق بين الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها، ودول الاتحاد الأوربي في كل مجالات التنمية، وخاصة المتعلقة بدعم مشروعات التنمية الأساسية، وتوفير فرص عمل للشباب، وتمكين المرأة، إلى جانب عدد من محاور التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مشيدًا بفكرة الحلقة النقاشية التي تنظمها جامعة أسيوط.
كما أكد محافظ أسيوط، اهتمام القيادة السياسية بإقامة مشروعات قومية عملاقة؛ من شأنها تحقيق ركائز التنمية المستدامة، والعمل على حماية البيئة، وهو ما يتم إنجازه بمركز الغنايم بمحافظة أسيوط؛ بإقامة مشروع قومي لتدوير المخلفات، والذي يستغرق تنفيذه خمس سنوات على مراحل متعاقبة؛ بتكلفة إجمالية تبلغ 700 مليون جنيه؛ من أجل إعادة تدوير كل أنواع المخلفات سواء الصلبة، أو مواد بلاستيكية، أو مخلفات بناء، إلى جانب مساهمة المحافظة في المبادرة الرئاسية؛ لغرس 100 مليون شجرة مثمرة في مختلف أنحاء المحافظة؛ لزيادة الرقعة الخضراء.
من جانبه حذر السفير كريستيان برجر، في كلمته من نقص المياه، وما تمثله من خطر بدرجات متفاوتة على معظم دول العالم، والتي يتعلق بعض أسبابها بسوء إدارة المياه، أو التلوث، أو تغير المناخ، ومن هنا يأتي دور المؤسسات العلمية سواء الجامعات، أو المدارس؛ من أجل رفع وعي الشعوب بأهمية الحفاظ على موارد المياه كركيزة أساسية من ركائز الحياة، واهتمام الحكومات بالتوسع في إقامة مشروعات معالجة المياه، والحد من أسباب التلوث، وتصحيح سلوكيات الأفراد المسببة إلى هدر المياه.
وأشار إلى أن هذه هي الجهود التي تحرص دول الاتحاد الأوربي على دعمها، والمشاركة الإيجابية فيها من قبل عدد من الدول؛ والتي تأتي مصر في مقدمتها، والتي تشهد تعاونًا وثيقاً مع دول الاتحاد في عدد من المشروعات البيئية المهمة، إلى جانب التعاون في عدد من البرامج التنموية والمجتمعية ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
كما نقل الدكتور أيمن السعدي تحيات الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، مشيراً إلى أن موارد مصر المائية تقدر بحوالي (60 ) مليار متر مكعب سنويا من المياه، يأتي معظمها من مياه نهر النيل، والتي تصل حصتنا منه إلى نحو 55.5 مليار متر مكعب، إضافة لكميات محدودة للغاية من مياه الأمطار، والمياه الجوفية العميقة بالصحراء، وفي المقابل يصل إجمالي الاحتياجات المائية في مصر لحوالي 114 مليار متر مكعب سنويًا من المياه، ومعظم المياه يتم إعادة استخدامها وفق أحدث النظم العلمية الحديثة ؛ لمعالجة المياه.
وأوضح ضرورة زيادة الوعي العالمي بقضية المياه وتحدياتها، والاعتراف بالصلة القوية بين المياه والمناخ؛ حيث يؤثر تغير المناخ على كل من العرض والطلب على المياه؛للاستخدامات المختلفة.
وأشار إلى أن تغير المناخ سيكون له آثار ضارة مرتبطة بالمياه؛ على حياة مليارات البشر في جميع أنحاء العالم؛ مما يهدد الأمن المائي، والأمن الغذائي، وسبل العيش، والنظم البيئية، فضلا عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار الدكتور أيمن السعدي، إلى سلامة وجودة المياه في مصر؛ حيث إن دور معهد بحوث النيل بوصفه واحدا ضمن ثلاثة معاهد تعمل على مراقبة حركة المياه، وجودتها، وإعادة تأهيل قنوات المياه على مستوى الجمهورية؛ لضمان تقليل نسب الهدر، أو التلوث في ترع ومصارف المياه، إلى جانب دور وزارة الصحة في مراقبة كل مصادر الشرب؛لضمان جودتها حفاظًا على صحة وسلامة المواطن.