الموسوعة العلميةمقالات تربوية
بعض الأمراض المعدية .. وطرق الوقاية منها

عبدالله العزازي
يعرف المرض المعدي كونه يستطيع الانتقال من حيوان إلى حيوان آخر أو إلى الإنسان بواسطة أي وسيلة من وسائل العدوى المختلفة. أما الإصابة بالمرض فتسمى الخمج Infection وهي عبارة عن دخول العامل المسبب للمرض إلى جسم الحيوان او الانسان وإحداث اضطرابات في الوظائف لأي عضو من أعضاء الجسم.
وينتج عن هذا مرضا معديا قد يظهر علامات سريريه واضحة أو قد لا يظهر أي علامة مرضية وبالتالي تبقى الإصابة كامنة وتسمى Latent infection ويبقى الحيوان او الانسان حاملا للمرض من دون أي دلالة عليه .
تصنف الأمراض المعدية
-
فترة الإصابة إلى :
مرض معدي فوق الحاد Preacute infection ومرض معدي حاد Acute infection ومرض مزمن Chronic infection.
-
نسبة حدوث الإصابة إلى :
-
حالات فردية ومتقطعة على فترات زمنية متباعدة.
-
إصابة مستوطنه وهي الإصابات التي تحدث في منطقة معينة وبشكل متكرر.
-
الإصابة الوبائية وهي الإصابات السريعة الانتشار والتي تشمل مناطق واسعة من البلاد وتصيب مجاميع كبيرة من البشر او الحيونات
وبائية الأمراض المعدية
هذا يعني تسجيل وتدوين كافة المعلومات عن المرض والتي تشمل مدى انتشار المرض، معدل انتشار المرض، نسبه الإصابة بالمرض، نسبه الوفيات الناتجة عن المرض، المناطق المصابة بالمرض، خطورة المرض إضافة إلى تدوين مدى فعالية طرق السيطرة المستخدمة للحد من المرض.
هذه المعلومات يكون لها قيمة اقتصادية كبيرة على مستوى الدولة وعلى مستوى الأفراد المستثمرين في قطاع الثروة الحيوانية .
كيفية حدوث الإصابة
طرق انتقالها فهي متعددة وتكاد الكائنات الحية المسببة للأمراض المعدية لا تترك مسلكا ممكنا إلى وسلكته ولذا نجد أن الأجهزة الرئيسية في الجسم هي ممرات لها مثل الجهاز الهضمي سواء عن طريق الفم أو فتحة الشرج، الجهاز التنفسي، الجلد سواء الخلايا السليمة منه أو تلك الأجزاء التي تعرضت إلى الحروق أو الجروح أو حتى الخدوش أحيانا أضافه إلى الغشاء المخاطي Mucous membrane، وبالتالي يمكن القول أن المرض المعدي يمكن له أن ينتقل بالاتصال المباشر أو غير المباشر ما بين الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم. ولهذا يقول العلماء أن مصادر الإصابة هي ما يلي :
-
الاتصال المباشر وغير المباشر ما بين الحيوان السليم والحيوان المصابDirect and indirect contact with infected animal او الانسان الساليم والحيوان المصاب او الانسان السليم والانسان المصاب وهذا يشمل كل أنواع التواصل سواء الاحتكاك المباشر أو الاتصال الجنسي أو الاشتراك في المأكل والمشرب والمنام من خلال اللعاب أو حتى الرذاذ المتطاير من الأنف أو عضات الحيوانات المفترسة أو حتى قرصات البعوض والذباب وغيرها من الطفيليات الخارجية.
-
الاتصال المباشر أو غير المباشر مع حيوان حامل للمرض Direct or indirect contact with carrier animal حيث أن هذا الحيوان يكون حاملا للمسبب المرضي دون ظهور أي علامة من علامات المرض عليه او الانسان الساليم والحيوان المصاب او الانسان السليم والانسان المصاب.
-
التربة Soil حيث لوحظ أن معظم الجراثيم التي لها القابلية على تكوين الابواغ Sporulated Bacteria تنتقل من خلال التربة واكبر مثال على هذا هو أشهر جراثيم الكلوستريديم ألا وهو الكزاز Clostridium tetani .
-
الطعام والشراب : وجد العلماء أن الطعام أو الشراب الملوثين بالعامل المرضي المسبب للمرض هما من أهم مصادر العدوى خاصة في حال احتواء الطعام على المواد العضوية.
-
الهواء الملوث وهو التيار الهوائي الحامل للعامل المرضي ومن أهم الأمراض التي تتنقل عن طريق هذا الطريق ( الاستنشاق) هو مرض الأنفلونزا.
-
الحشرات العاضة أو الماصة : وهنا يكون انتقال المرض أما انتقالا ميكانيكيا بحتا أو انتقال بيولوجي. أما الفرق بينهما فهو أن النقل الميكانيكي للمرض لا يحدث أي نوع من التغيرات الفسيولوجية على المسبب المرضي ومثالها هو انتقال مرض فقر المعدي في الخيول عن طريق الذباب. أما النقل البيولوجي فهو ذاك النقل الذي يحدث تكاثرا للعامل المسبب في جسم الوسيط الناقل وبالتالي ازدياد العدد ومثاله انتقال مرض الحمى الصفراء .
-
المشيمة وهذا يعني وصول العامل المسبب إلى الجنين في رحم أمه من خلال المشيمة ومثاله الإسهال الحموي البقري أو ما يسمى الإسهال الفيروسي في الأبقار .
أطوار الإصابة
-
فترة حضانة المرض: هذه الفترة تعني المدة الزمنية اللازمة منذ دخول العامل المسبب للمرض إلى الجسم وحتى ظهور أول العلامات المرضية وهذه الفترة تختلف في طولها حسب العامل المسبب المرض وربما تكون ساعات أو قد تمتد إلى شهور أو سنوات.
-
فترة ملامح المرض غير المميزة: وهذه الفترة هي تلك المدة التي يظهر فيها علامات مرضية عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الخمول أو فقدان الشهية. وهذه الفترة تختلف كذلك حسب العامل المسبب وتمتد من ساعات إلى أيام.
-
فترة العلامات السريرية المميزة للمرض : وخلال هذه الفترة تظهر العلامات الدالة على المرض والتي من خلال يستدل على المرض وقد تستمر هذه الفترة أياما أو قد تطول إلى اشهر.
-
فترة الخمود وهي الفترة التي خلالها تهبط شدة المرض وتبدأ الأعراض بالاختفاء تدريجيا وفي النهاية تختفي الأعراض المرضية بشكل كامل. هذه الفترة تعتبر اخطر الفترات بالنسبة لنقل المرض حيث يكون العامل المسبب ما زال موجودا ويطرح من الجسم من خلال الطرق المختلفة.
-
فترة الشفاء: والتي من خلال يتم تشكيل المناعة ضد المرض واختفاء العامل المسبب.
أمثلة على الأمراض المعدية
1- نزلة البرد العادية: والتي تسببها فيروسات متعددة ومتنوعة. ولتجنب انتقال العدوى منك للآخرين، عليك بتغطية فمك وأنفك حينما تسعلين أو تعطسين. اغسلي يديك بانتظام، لأن فيروسات البرد يمكن أن تعيش على الأيدي. ولتجنب الإصابة بالعدوى من الآخرين، عليك بغسل يديك بانتظام، وعدم التعرض بشكل مباشر للمصابين بهذا لمرض.
2- التهاب اللوز: والتي تسببها البكتريا المكورة العقدية. ولتجنب العدوى للآخرين، عليك كذلك بتغطية فمك وأنفك خلال العطس والسعال، وغسل اليدين جيداً وبانتظام، لأن هذه البكتريا أيضاً لديها القدرة على الحياة على الأيدي. ولتجنب العدوى من الآخرين، عليك الاهتمام بالنظافة العامة، وخاصة غسل اليدين، وعدم الاحتكاك عن قرب بمن هم مصابين بالتهاب اللوز.
3- الأمراض التناسلية: والتي تسببها العديد من الكائنات الدقيقة والميكروبات. ولتجنب العدوى لزوجك، عليك ضمان عدم المعاشرة الزوجية، إذا كنت بمصابة بأي من هذه الأمراض. ولتجنب العدوى من زوجك، تجنبي المعاشرة الزوجية أيضاً بحال كان زوجك مصاباً بهذه الأمراض، والأفضل في هذه الحالة استعمال الواقي الذكري الآمن.
4-القمل والجرب: والذي تسببه بعض الحشرات، وخاصة حشرة العثة أو (العتة). ولتجنب الإصابة من الآخرين، عليك توخي الحذر بعدم النوم في نفس الفراش أو استعمال نفس الفوطة أو المنشفة التي يستعملها المصابون به، إلى أن يتم شفاءهم جيداً. ويمكنك استعمال بعض المواد المطهرة التي تحتوي على (الليندين) تحت إشراف طبي. أما إذا كنت مصابة بهذا المرض، فحاذري من نقل العدوى للآخرين، وذلك باتباع غسل ملابسك وملاءات سريرك بانتظام، والعلاج بسرعة من هذا المرض، عبر أدوية تتضمن مادة (ليندين) تحت إشراف طبي.
5- جدري الماء: والذي يسببه فيروس (فيريسيللا زوستر). ولتجنب العدوى من الآخرين يجب أن تكوني قد حصلت على تطعيم ضد هذا المرض، وإلا، فيجب عدم التواجد في نفس الحجرة التي تضم مصاباً بجدري الماء، وتجنب ملامسة المصاب كذلك، وتجنب ملامسة جلد وخاصة فقاقيع الماء الموجودة على جلد المصاب. أما إذا كنت مصابة بهذا المرض، فابتعدي تماماً عن أي شخص غير مصاب، خاصة الذين لم يحصلوا على تطعيم مسبق لهذا المرض، إلى أن تمر 5 أيام بعد ظهور الفقاقيع المائية على جلدك. وهي فترة المرض التقديرية. ويجب تجنب النساء الحوامل على وجه الخصوص، لئلا يصبن بهذا المرض الذي ينتقل إلى الأجنة ويسبب تشوهات.
6- الأنفلونزا: التي يسببها فيروس الأنفلونزا. وهنا يجب أن تحذري من مشاركة الشخص المصاب في نفس المكان، ويجب عليك الاعتناء بنظافتك الشخصية، وخاصة اليدين، لأن هذا الفيروس يعيش أيضاً على الأيدي. ولتجنب إصابة الآخرين بحالة كنت مصابة بهذا المرض، فعليك أن تغطي انفك وفمك خلال العطاس والسعال، وتغسلي يديك بانتظام جيداً.
7- الالتهاب الرئوي: والذي تسببه العديد من الميكروبات المختلفة. ولتجنب الإصابة بهذا المرض، عليك أن تتجنبي استنشاق الهواء على مقربة من الشخص المصاب بالمرض، وخاصة أولئك الذين يعانون من السعال. وإذا اضطررت للاحتكاك معهم، فعليك غسل يديك جيداً، فور الملامسة. إما إذا كنت أنت المصابة، فيجب عليك تغطية فمك وانفك عند السعال، وغسل يديك بشكل متكررة.
8- الإيدز: الذي يسببه فيروس نقص المناعة المكتسبة (hiv)، ولتجنب الإصابة به، عليك توخي الحذر من أن لا يكون زوجك مصاباً بالمرض، وكذلك عدم استعمال الحقن المستعملة، خاصة عند نقل الدم، أو تعاطي دواء معين عن طريق الوريد. وإذا كنت أنت _لا قدّر الله_ مصابة بهذا المرض، فيجب أن يستخدم زوجك واقياً ذكرياً عند المعاشرة الزوجية، ورمي أي أداة تعرضت لدمك، كالإبر المستخدمة في التداوي أو غيرها.
9- الالتهاب الكبدي: الذي تسببه العديد من الفيروسات. ولتجنب العدوى بهذا المرض الخطير، اجعلي زوجك يستخدم الواقي خلال المعاشرة الزوجية، وحاولي أن لا تأكلي من الطعام الذي يعده بيديه. وإن كنت أنت المصابة لا سمح الله، فاغسلي يديك جيداً خاصة بعد استعمال الحمام، واحرصي أن يستخدم زوجك الواقي عند المعاشرة، ولا تستعملا نفس إبر الحقن، وكذلك لا تعدي الطعام للآخرين أبداً.
10-التسمم الغذائي: الذي يسببه (إيشريشيا كولي والسالمونيلا)، فيجب عليك لئلا تصابين بهذا التسمم، أن تتبعي الطرق الآمنة في الأغذية، كالنظافة وعدم تناول الأغذية المنتهية الصلاحية، وتجنب الأكل من أيدي المصابين بالتسمم، وتوخي الأكل في المطاعم النظيفة، وعدم تناول الطعام من المطاعم التي لا تتقيد بالنظافة، وغيرها. وإن كنت أنت المصابة بهذا المرض، فعليك غسل يديك جيداً، خاصة بعد استخدام الحمام، وكذلك قبل إعداد الطعام للآخرين إن كنت مجبرة على ذلك، وإلا، فدعي غيرك يعده.
11- التهاب السحايا: التهاب السحايا مرض جرثومي حاد، يبدأ فجأة بارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع شديد وتصلب في الرقبة والظهر مع غثيان وقيء وطفح صغير الحجم على الجلد، ثم يتطور إلى هذيان وضعف عام وغيبوبة، ثم انهيار عام وصدمة.
يشخص المرض بوجود الجراثيم الخاصة به في الدم، أو في سائل النخاع الشوكي أو في مسحات تؤخذ من الحلق. وتنتقل العدوى مباشرة عن طريق الرذاذ وبالملابس وعن طريق الأشياء الملوثة، ودور الحضانة يتراوح بين يومين وعشرة أيام وعادة تكون المدة من ثلاث إلى أربعة أيام. يتم عزل المريض إلى أن ينتفي وجود الجراثيم في المسحات المأخوذة من الحلق.
12- الجمرة الخبيثة: عبارة عن مرض خمجي شديد ( عدوى ) عادة يصيب الحيوانات المجترة ، وينتقل إلى الإنسان عن طريق التلامس مع تلك الحيوانات أو منتجاتها . تنتج هذه العدوى من بكتيريا تدعى عصية الجمرة Bacillus Anthracis . تستطيع هذه البكتيريا إنتاج أبواغ spores ( هيئة قابلة للتحول إلى بكتيريا ) تستطيع أن تبقى عيوشة في التربة والمنتجات الحيوانية لمدة طويلة جدا إلى أن تجد الظروف المناسبة للتحول إلى بكتيريا وتبدأ في التكاثر .
تتراوح فترة الحضانة ما بين 12 ساعة و 3 أيام (عادة 3-5 أيام) . الشكل الجلدي يظهر على هيئة بقع حمراء بنية تكبر ثم تتحوصل وتصبح قاسية وبعد ذلك تتقرح وتتشكل قشرة سوداء . وقد تتضخم العقد اللمفية ، ويترافق ذلك أحيانا مع آلام عضلية وصداع وغثيان وقيء .
وفي الجمرة الهضمية ، تصاب الأغشية المخاطية البلعومية أو المعوية ، ويحدث نخر نزفي يمتد إلى العقد اللمفية وينجم عن ذلك تجرثم دموي وسمية مميتة .
للوقاية يتوفر لقاح ويعطى فقط للأفراد المعرضين بدرجة كبيرة للإصابة . ويستخدم لعلاجها بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين ، التتراسكلين ، الإيرثروميسين ، الستربتوميسين ، أو مجموعة الكوينولون مثل السيبروفلوكاسين . وإذا لم تتم المعالجة بسرعة (نتيجة الخطأ في التشخيص مثلا) فقد يتوفى المريض .
14- الملاريا: الملاريا مرض التهابي خطير ، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم plasmodium ، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيخربها ، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات
عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصا سليما ، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الأطوار merozoites . ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار merozoites ، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى الأطوار trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار ، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها …
أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها … وهكذا تستمر الدورة …
تختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي ، ومتوسطها أسبوعان …
15- حمى الوادي المتصدع: حمى الوادي المتصدع عبارة عن نوع من الحمى الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات الأليفة (مثل الأبقار ، الجاموس ، الخراف ، الماعز ، والجمال) والبشر. وهو ينقل بواسطة البعوض خلال سنوات المطر الكثيف (أو عند ازدياد نسبة الرطوبة). كان أول بلاغ عن المرض بين المواشي من قبل البيطريين في كينيا عام 1900.
حمى الوادي المتصدع توجد عموما في مناطق شرق وجنوب أفريقيا في أماكن تربية الماشية.
16- الحصبة: الحصبة مرض انتقالي حاد، واسع الانتشار في سن الطفولة، يتسبب عن الإصابة بفيروس الحصبة، ويتميز بارتفاع في درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد، ويتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم. أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري الطبيب العربي الفيلسوف الرازي وذلك في بغداد سنة 900 ميلادية. مدة الحضانة تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما. يبدأ ظهور الطفح في اليوم الرابع من ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة.
مصدر العدوى ومخزنها هو الإنسان، تنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدة الحياة.
ولا يعطى اللقاح للمرأة الحامل، ولا للمصاب بمرض سرطان الدم. ولا يعطى لمن يعالج بالكورتيزون أو بالأشعة وإعطاء اللقاح قبل التعرض للعدوى أو في اليوم ذاته، يمنع حدوث المرض. أما إذا تأخر إعطاء اللقاح فيعطى المصل المحصن.
يستعمل المصل المحصن لمنع الإصابة بالحصبة عندما يختلط الطفل مع أطفال مصابين بالمرض على أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للإصابة ليكون مفعوله الوقائي اكبر.
17-. انفلونزا الطيور: تنقسم فيروسات الإنفلونزا المسؤولة عن الزكام إلى أنواع مختلفة A و B و C أغلبها هو النوع A الذي ينقسم إلى 15 صنف H و تسعة أصناف N، حيث يتسبب الصنفان H5 و H7 في حالات مرضية تؤدي إلى الوفاة بنسبة 90 إلى 100 بالمائة. و تصيب هذه الأنفلونزا جميع أنواع الطيور تقريبا، و ينتقل الفيروس بين الحيوانات عن طريق العدوى بالاتصال المباشر عبر التنفس أو البراز، أو بطريقة غير مباشرة عبر التعرض إلى مواد تحمل الفيروس كالماء و الأغذية و الأدوات و الألبسة التي يستعملها المربون والعمال. وتحمل غالبا الطيور البرية سلالات من الفيروس دون أن تظهر عليها أية أعراض، لكن اتصال هذه الطيور المهاجرة بالدواجن هو السبب في ظهور المرض وانتشار الوباء، و يمكن كذلك أن تنتقل العدوى إلى أنواع حيوانية أخرى كالخنزير.
وقد ظهر فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة في هونج كونج سنة 1997 وخلف موت ستة أشخاص ثم عاد بعد ذلك في سنة 2003 مسببا عدة ضحايا في آسيا بالخصوص ، ولا زالت وسائل الإعلام تطلعنا على أخباره إلى اليوم . فأغلب البلدان المتضررة هي الدول الأسيوية، حيث حصل انتقال الفيروس إلى الإنسان في فيثنام و تايلاند و كامبوديا و أندونيسيا. و رغم ذلك فإن منظمة الصحة العالمية لا تطالب باختزال الأسفار إلى المناطق المتضررة لكنها تملي بعض الاحتياطات.
العلاج والوقاية
يفضل علماء الأمراض المعدية استخدام طرق الوقاية اكثر من استخدام العلاج. لان سرعة انتشار المرض وارتفاع نسبة الإصابة ونسبة الوفيات في بعض الأحيان يجعل العلاج غير مجدي اقتصاديا.
لذا طور العلم الحديث لقاحات ضد معظم الأمراض المعدية ليتم إلى استخدامها بشكل دوري متناسق وخلال فترات زمنية محددة للوقاية والسيطرة على هذه الأمراض
الاقتراحات والتوصيات
تعرف الوقاية على أنها سد كافة الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها العامل المسبب من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة، لذا تنقسم إجراءات الوقاية إلى قسمين:
-
إجراءات وقائية عامة: هذه الإجراءات تتم ضد جميع الأمراض المعدية على مستوى الدولة وتتكفل الوزارات المعنية بتطبيق هذه الإجراءات وبالتنسيق مع مكتب الأوبئة العالمي في معظم بلدان العالم ولكل بلد من البلدان خصوصياته وقوانينه الخاصة التي يعمل بها. لكنها في الغالب تشمل آلاتي :
-
عدم التعامل مع الدول المبتلية بالمرض من خلال منع الاستيراد من هذه الدول سواء استيراد الحيوانات الحية أو لحومها أو حتى مشتقاتها أحيانا وهذا يتبع إلى نوع المرض المعدي وشدة ضراوة العترة المسببة للمرض.
-
فرض الحجر الصحي الصارم على كافة الحيوانات المستوردة.
-
الحصول على المعلومات الكاملة عن الحالة الوبائية للمرض من الدول المبتلية بالمرض أو من خلال مكتب الأوبئة العالمي.
-
تطهير وتعقيم الحظائر والإسطبلات بشكل دوري .
-
ردم وتجفيف كافة البرك والمستنقعات عديمة الفائدة للحد من تكاثر الحشرات الضارة والناقلة للعديد من الأمراض.
-
وضع خطة دورية للقضاء أو السيطرة على الطفيليات الخارجية والحشرات الضارة.
-
فحص كافة العاملين في محطات تربية الحيوانات أو في المعامل التي تتعامل مع مشتقات الحيوانات بشكل دوري للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الأمراض.
-
إجراءات وقائية خاصة تتعلق بطبيعة المرض: وتشمل الأتي: ( لكل دولة قوانينها وأنظمتها الخاصة التي تعمل بها )
-
تحصين كافة الحيوانات التي لها القابلية للإصابة بالمرض.
-
منع اقتراب الحيوانات السليمة من مناطق الإصابة.
-
وضع مراكز بيطرية متفرقة ومجهزة بكافة اللوازم الضرورية من اجل فحص الحيوانات وضمان عدم اختلاط الحيوانات السليمة مع تلك الحيوانات المصابة.
-
فحص كافة المواد والأغذية ذات المنشأ الحيواني للتأكد من خلوها من المرض.
-
السيطرة على أسواق بيع الحيوانات ومراقبة الوضع الصحي في تلك الأسواق.
-
في حالة ضرورة نقل الحيوانات المصابة تنقل بطريقة نقل خاصة خاضعة للرابة الطبية البيطرية.
-
حرق ودفن الجثث الميتة نتيجة الإصابة بالمرض.