رئيس جامعة القاهرة فى حوار لـ«الشروق»: بدء العد التنازلى للدراسة بالفرع الدولى بمدينة أكتوبر

لا زيادة فى مصروفات المدن الجامعية ودعمنا غير القادرين بأكثر من 8 ملايين جنيهنجحنا فى التحول إلى جامعة ذكية ونفذنا تصورا كاملا للكتاب الإلكترونىموسم ثقافى لتوسيع نطاق تفاعل الطلاب مع القضايا الوطنيةلا توجد فروق بين البرامج الخاصة والعادية وطورنا أكثر من 300 برنامج دراسىكشف رئيس جامعة القاهرة، وأستاذ فلسفة الأديان، الدكتور محمد عثمان الخشت، عن اقتراب الدراسة بالفرع الدولى للجامعة فى مدينة 6 أكتوبر بعد الانتهاء من تجهيزات الجامعة الدولية على النسق المعمارى ذاته للحرم الجامعى فى الجيزة.
وأكد الخشت، خلال حوار مع«الشروق»، دعم الطلاب غير القادرين على سداد الرسوم الدراسية والسكن الجامعى، وتوفير أجهزة طبية للطلاب من ذوى الهمم لمساعدتهم على انتظام دراستهم بكليات الجامعة، مشيرا إلى أن أى طالب التحق بنظام معين بالدراسة فلن يتعرض لزيادة فى المصروفات حتى نهاية دراسته. وإلى نص الحوار:
< بداية.. كيف استعدت جامعة القاهرة للفصل الدراسى الثانى؟
ـــ الدراسة بدأت بشكل منتظم وسط إجراءات احترازية، وانتهت كليات الجامعة من إعداد وتوزيع المحاضرات وإعلان الجداول لكل الفرق الدراسية، والأهم من ذلك هو وضع آليات لمتابعة انتظام كافة عناصر الجودة التى تتطلبها العملية التعليمية، وبدأنا العد التنازلى لبدء الدراسة فى عدد من التخصصات بالفرع الدولى للجامعة المقام بمدينة 6 أكتوبر.
< ما هو حجم المساعدات المقرر تقديمها للطلاب غير القادرين على دفع المصروفات؟
ـــ ندعم الطلاب غير القادرين من خلال صندوق التكافل الاجتماعى المركزى، حيث تم دعم أكثر من 12 ألف طالب تجاوزت بما قيمته 8 ملايين جنيه و431 ألف جنيه هذا العام فقط، وذلك وفقًا لقواعد تضمن العدالة الاجتماعية وتطبيق قواعد التكافل الاجتماعى ومساعدة كل من يستحق الدعم، وتقديم الدعم المباشر لهم وسداد الرسوم الدراسية والسكن الجامعى.كما نهتم فى جامعة القاهرة بالطلاب ذوى القدرات الخاصة والمكفوفين وتقديم الإعانات المالية والعينية لهم والتى تتمثل فى شراء الأجهزة التعويضية والمقاعد المتحركة والسماعات الطبية، بما يساعدهم على استكمال دراستهم الجامعية بشكل أفضل، وتم تشكيل لجنة لدراسة وبحث إيجاد سبل جديدة ومناسبة لزيادة دعم الطلاب غير القادرين خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية.
< ما تقييمك لتجربة الكتاب الإلكترونى كبديل للكتاب الورقى؟
ـــ نفذنا تصورًا كاملًا حول التحول الإلكترونى للكتاب الجامعى وتحسين جودته، وتم بالفعل اتخاذ خطوات تنفيذية من خلال تشكيل لجان متخصصة، لضمان إتاحة الكتاب الإلكترونى وتوفير المادة العلمية للطلاب أون لاين من خلال المنصات التعليمية الخاصة بالجامعة للحصول على النسخ الإلكترونية منه، بالإضافة إلى توفير نسخ على اسطوانات من الكتاب، بما يضمن الحفاظ على أطراف المنظومة التعليمية وحفظ حقوق أعضاء هيئة التدريس بالكامل فى الكتاب الجامعى الإلكترونى.
كما لدينا تجارب ناجحة فى تصميم المحتوى وإنتاجه وتجهيزه، وأدلة شاملة تشرح مفهوم الكتاب الرقمى، وخصائصه وسماته وأسلوب تصميمه وإنتاجه والتعامل معه، وذلك فى إطار التحول الرقمى.
< إلى أين وصلتم فى مرحلة التحول الرقمى؟
ـــ نجحنا فى التحول إلى جامعة ذكية قائمة على التحول الرقمى من جميع النواحى الإدارية والتعليمية والتطبيقية، من خلال وضع استراتيجية تقوم على تطوير فكر الهيكل المؤسسى لرفع القدرات الحقيقية والمؤثرة للجامعة، سواء على المستوى الإدارى أو التعليمى، والتوظيف الفعال للتقنيات الرقمية الحديثة بشكل فعال، ونجحنا فى تحقيق ذلك على جميع المستويات بما يضاهى أقوى الأنظمة العالمية، ويساهم فى التقدم العلمى للجامعة ورفع تصنيفها على مستوى العالم.
وتم اتخاذ العديد من آليات التحول الرقمى، أهمها تهيئة البنية التحتية التكنولوجية، وتركيب أحدث الشاشات التعليمية الذكية التفاعلية، وإتاحة جميع المقررات الدراسية إلكترونيًا، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة للطالب على مستوى جميع الكليات لأول مرة ووجود كود موحد للطالب لاستخدامه فى جميع خدماته على مستوى الجامعة، وتوسيع منظومة المراقبة الإلكترونية وتطوير لوحة قيادة مركزية للجامعة والأولى من نوعها على مستوى الجامعات المصرية، وتفعيل خدمة دفع المصروفات الدراسية والمدن الجامعية عبر الهاتف المحمول، وتجهيز المدن الجامعية بشبكة إنترنت سريعة.
< ما الخطوات التى قطعتها جامعة القاهرة فى دعم منصات إلكترونية للتعليم الذاتى؟
ـــ حققت الجامعة نجاحا كبيرا خلال جائحة كورونا فى منصة بلاك بورد وجورميه، واستطعنا إدماج الطلاب والأساتذة فى بيئة تعليمية بمواصفات أمريكية أوروبية، ورفع المقررات الدراسية، حيث أصبح استخدام المنصات الإلكترونية عنصرًا جوهريًا فى العملية التعليمية، وذلك فى إطار التحول الرقمى للمنظومة التعليمية بالجامعة، وبدأنا مع العام الدراسى بالاندماج فى منصة Thinqi بناء على توجه وزارة التعليم العالى.
< لكن كيف يمكن الارتقاء بجودة الخدمة التعليمية فى ظل الأعداد الكبيرة؟
ـــ نسعى جاهدين للارتقاء بجودة الخدمة التعليمية من خلال استحداث عدد من البرامج الدراسية وتعديل اللوائح بمختلف الكليات سواء بالمرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس والليسانس) أو مرحلة الدراسات العليا، فى إطار تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجامعة 2020 ــ 2025، وتحقيق متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمى، وبما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية، بالإضافة إلى نشر ثقافة الجودة الشاملة فى جوانب العملية التعليمية، وتشكيل وحدات للجودة داخل الجامعة، بهدف إيجاد ظروف مواتية للإبداع وتحقيق الجودة والميزة التنافسية للجامعة.
وبالفعل تقيس جامعة القاهرة نفسها على أساس المعايير الدولية للجودة ومعرفة المعايير الداخلية للتصنيفات العالمية للعمل من خلالها والتركيز عليها واستيفائها، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى تجويد العملية التعليمية، والتوجه نحو التعليم الرقمى، وتطبيق معايير نوعية وكمية محددة لقياس وتقييم مخرجات البرامج التعليمية ومتابعة الإشراف والرقابة على جودتها بما يتوافق مع المعايير العالمية.
< هل حسنت الجامعة من الخدمات المقدمة بالمدن الجامعية؟ وهل هناك نية لرفع مصروفاتها؟
ـــ نجحنا فى رفع كفاءة مستوى الخدمات المُقدمة بالمدن الجامعية للطلاب المغتربين والوافدين من خلال العديد من الإجراءات، منها تنفيذ عملية تطوير ضخمة بالمدن الجامعية من أجل تحويلها إلى مدن ذكية ورفع كفاءة المنشآت والبنية الأساسية بها على مرحلتين، وجار العمل فى المرحلة الثالثة للتطوير لاستكمال رفع كفاءة باقى المدن وفق أحدث المواصفات الهندسية والخدمية وتم تركيب شبكة حماية مدنية طبقا لأعلى مواصفات قياسية لتحقيق الأمان وتركيب مطبات صناعية مع إعادة تخطيط الطرق، ومع ذلك لم تطرأ أية زيادة على مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية مراعاة لظروف الطلاب وأسرهم.
ومسألة أى زيادة فى المصروفات لا تطبق على الطلاب القدامى، وأية زيادة تكون على البرامج فهى زيادة طفيفة لتغطية التكاليف الفعلية التى تتطلبها العملية التعليمية.
< ما خطة الجامعة لنشر الثقافة والفنون بين الطلاب؟
ـــ نركز على تنفيذ وتفعيل الموسم الثقافى والفنى على مستوى الجامعة وعلى مستوى الكليات لتطوير الوعى، ويتضمن استضافة كبار المفكرين والفنانين ضمن ندوات وأنشطة ثقافية وفنية ترتقى بالذوق العام، وتساهم فى تعزيز دور الجامعة فى خدمة المجتمع ورفع الوعى والتثقيف لدى الطلاب وتوسيع نطاق تفاعلهم مع القضايا الوطنية، إلى جانب تفعيل دور الاتحادات الطلابية، وإقامة المسابقات الثقافية والرياضية، واكتشاف المواهب وفتح المسارات الإبداعية أمامها، وإقامة الرحلات والمعسكرات، ويأتى ذلك فى إطار مشروع جامعة القاهرة لتطوير العقل المصرى وتغيير طرق تفكير الطلاب وتنمية قدراتهم على التفكير العلمى والنقدى، بما يمكنهم من المساهمة فى بناء المجتمع والمستقبل لاقتحام عصر جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمى.
< هل هناك نية للتوسع فى البرامج الدراسية الخاصة ذات المصروفات؟
ـــ نحرص على الاستمرار فى استحداث البرامج الدراسية، حيث استحدثنا وطورنا خلال السنوات الأخيرة أكثر من 300 برنامج دراسى فى عدد من الكليات بنظام الساعات المعتمدة والتعليم الإلكترونى المدمج والنظام الأوروبى وفق المعايير العالمية واحتياجات سوق العمل وتوجهات الدولة، من خلال التوسع فى برامج تخصصات وظائف المستقبل ومنها برامج البيانات الضخمة والريبورتات والبلوك تشين والنانو تكنولوجى والأمن السيبرانى، وغيرها من التخصصات الجديدة.
وفيما يتعلق بجودة العملية التعليمية لا يوجد أية فرق بين البرامج الخاصة والعادية، حيث نحرص بشكل عام على توفير وتطبيق جميع العناصر والمعايير الأكاديمية لمتطلبات الجودة التى ترتبط بالقدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية وتتطلبها العملية التعليمية من وسائل التعليم بجميع البرامج الدراسية، ونجحنا فى حصول 48 كلية وبرنامجا على الاعتماد المؤسسى والبرامجى، وتجديد الاعتماد لها، بالإضافة إلى الاعتماد الدولى للعديد من برامج الكليات.