باتت الدروس الحصوصية الخبز الرئيسي للطلاب من المهد الي اللحد ، و التسرب الجزئي من المدارس واقع لا فكاك منه ، خاصة المرحلة الاعدادية و الثانوية ) ، حيث أصبحت المدارس مجرد لجان للامتحانات الفصلية (التيرم) ، اما المعلم فقد استسلم للامر خشية الفتك به من ولي الامر و الطالب معا وعدم حمايته من قبل رؤسائه عند وصول اية شكوي ضده او حتي عند الاعتداء عليه ، و ادارة المدارس و مديري المراحل و التوجيه و المديري الادارات و المديريات خاضعون تماما للتعليمات تاركة المعلم فريسة سهلة في مواجهة مجتمع يتزايد فيه العنف و يخضع الطالب لمؤثرات بيئية و اجتماعية و عابرة للثقافات تحيله لكائن صعب المراس لا يقبل التوجيه أو الاوامر ، و عندما تنهار قداسة العلاقة بين المعلم كمربي تربوي و الطالب محور للرسالة التربوية لا أمل يرتجي من منظومة ميتة سلفا في قيادة مجتمع لا يعترف بدورها ، أصبح من الطبيعي أن تتعامل منظومة التعليم مع الكتب الدورية و القرارات الوزارية باعتبارها روتين يتم تنفيذه شكليا فقط دون المساس بجوهر تلك القرارات ، والا فما معني الغياب التام لطلاب الثانوية العامة كل عام رغم كل تلك التحذيرات و الحث علي الحضور اليومي ، ما معني امتلاء السناتر بالطلاب في اثناء اليوم الدراسي الا انه اعلان وفاة التعليم الرسمي و افتقاد قياداته و معلميه للرغبة في التفكير في طريقة لعودة الدرسة واحتضان المجتمع لبرنامج دعم المدارس و انقاذها مع الضياع اذا اردنا الحفاظ علي مستقبل آمن لبلادنا و أولادنا.