تايم لاين.. فكرة مشروع تخرج لفهم عالم السوشيال ميديا: حتى لا تغرق داخل عالم افتراضي

نقضي وقتًا طويلًا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، التي توغلت شيئًا فشيئ حتى احتلّت جزءًا كبيرًا -لا بأس به- من حياتنا، حيث نهرع إليها في أوقات فراغنا -أو نخلق لها وقت فراغ- لكي نعيش بين جناحيها الذي يحيط بنا، بل أصبحنا نعتمد عليها كمصادر أساسية في استقاء المعلومات، والأكبر أننا نُصدقها ونؤمن بكل ما نراه داخل عالمها الافتراضي الذي بات الكثيرون يفضلون بريقه -أو كما يعتقدون- مقارنة بعالم الواقع.
ومن هنا، اختارت مجموعة من طلاب وطالبات قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف، فكرة مشروع تخرجهم، لتكون مجلة متخصصة في مجال “السوشيال ميديا”، اختاروا لها اسم “تايم لاين Timeline”، ضمن مشاريع التخرج للعام الدراسي 2021-2022، وذلك تحت رعاية الدكتور عبدالعزيز السيد عميد الكلية، والدكتورة منى هاشم رئيس القسم، لتصبح بذلك “أول مجلة عربية تتخصص في السوشيال ميديا وصناعة المحتوى”.
“تريندات بتسلم تريندات، صُنّاع محتوى بيوصلوا ليك في دقائق بكاميراتهم وأقلامهم، وبتشوف العالم بعيونهم، بتقرب من الواقع اللي بقيت عايشه من غير ما تخرج للشارع، تتجول أصابعك بين عالم مفتوح، يعرف عنك أكثر مما تتوقع أنه يعرفه، من جوه بيتك بتشوف العالم.. وهو كمان شايفك”، هكذا بدأت مجموعة الطلاب والطالبات، الحديث عن فكرة مجلة “تايم لاين Timeline” وأسباب اختيار تخصص محتواها.
وأشارت المجموعة إلى أنه “في عالمنا الآن، يوجد ملايين الوسائل التي تتنافس للوصول إلى عقلك، وتشكيل طريقة تفكيرك، وملايين العروض التي تُقدم لك لكي تدفعك إلى تبني اتجاه معين أو امتلاك سلعة أو تجربة خدمة ما، وفي وسط تلك الزحمة، ترفض اختيارات وتقبل أخرى. لكن ماذا عليك أن تقبل أو ترفض؟ ولماذا؟”.
الدكتور أحمد عطية، المدرس بقسم الصحافة في كلية الإعلام جامعة بني سويف، والمشرف على مشروع تخرج مجلة “تايم لاين”، قال إن المجلة تعد الأولى من نوعها من حيث الفكرة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تناول مجال السوشيال ميديا بشكل أعمق، حيث تم تخصيص بابين لتناول الجانب الإيجابي في هذا العالم.
وأوضح، خلال حديثه لـ”الشروق”، أن الباب الأول يحمل اسم “react”، يتناول التعريف بمجال السوشيال ميديا والأمن السيبراني وأهميته، بالإضافة إلى المبادرات التي ترسم طريق مصر نحو التحول الرقمي، بجانب دور المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في تفنيد الشائعات التي تتعرض لها مصر، خاصة عبر بوابات السوشيال ميديا.
وأضاف أن الباب الثاني يحمل اسم “comment”، ويهدف إلى نشر كيفية الاستفادة من تجارب الناجحين عبر السوشيال ميديا، من صُناع المحتوى الذين يهدفون إلى تقديم محتويات جديدة وهادفة للجمهور.
وأشار إلى تخصيص بابين لتناول الجانب السلبي للسوشيال ميديا، واحد باسم “dislike” ويهدف إلى تناول التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا على الفرد، مثل الانطوائية، والرهاب الاجتماعي، والسعي وراء الشهرة والمال دون النظر إلى القيم المجتمعية، وخطورة الهاتف بشكل عام على الطفل، بينما الآخر يحمل اسم “block”، ويتناول التأثيرات السلبيىة للسوشيال ميديا على المجتمع ككل، مثل متلازمة الخوف من الأحداث، وهوس التصوير، والتمرد على الواقع.
وتابع أن بين هذه الأبواب، يوجد باب “share”، الذي يحوي ملف العدد؛ للتحذير من أخطار السوشيال ميديا، مثل الابتزاز الإلكتروني، وتسريب المعلومات الشخصية واستخدامها في العمليات التجارية، والترويج للمنتجات، خاصة للشركات الكبرى.
أما الطالبة رضا محمد، إحدى المشاركات في مشروع التخرج، أشارت إلى أن “تايم لاين” تتناول كما ما يدور في عالم “السوشيال ميديا”، فهي لا تقتصر على الجانب الأبيض فقط، ولا تُصدّر المُظلم منها أو تتجاهل المميزات، مستطردة: “بمعنى آخر المجلة لا تهدف إلى تمجيد السوشيال ميديا، وفي الوقت نفسه لا تُطلق النار عليها”.
وتابعت، لـ”الشروق”: “حاولنا توعية المستخدمين بكيفية التعامل مع السوشيال ميديا بطريقة أكثر حذرًا، وتوضيح الجوانب التقنية التي تعمل على حمايتهم، وتأثير المحتوى الواضح على المجتمع وحياة المستخدمين، حيث أصبح الكثيرون يفضلون ما يشاهدونه في الحياة الافتراضية عن الواقعية”، مستطردة: “وهنا يأتي دورنا لتوعية الجمهور بكيفية الموازنة بين الحياة الواقعية والافتراضية؛ كي لا يغرق المستخدمون داخل هواتفهم”.
يذكر أن مشروع تخرج “تايم لاين Timeline” يأتي تحت إشراف الدكتور أحمد عطيه المدرس بقسم الصحافة، والدكتورة أماني حمدي المدرس بقسم الصحافة، ومها رمضان معيدة بالقسم. ومن الطلاب والطالبات ضم: (محمد يونس، وعادل الدمياطي، وحمادة محمد، ورغدة محمد، ولمياء محمد، ورضا محمد، ومحمد عمران، وهشام إمام، ومحمود راشد).