هوس أم اكتئاب.. مشروع طلابي للتوعية المجتمعية بمعاناة مصابي اضطراب ثنائي القطب

يعاني مرضى ثنائي القطب الذي يمزج في أعراضه بين الاكتئاب والهوس، من قلة الوعي المجتمعي بالاضطراب ما ينجم عنه تعرض المريض لكثير من الأذى وشيوع التعامل الخاطئ من المحيطين بمن يعانون الاضطراب، ولكن فريق طلابي من دارسي الإعلام قرر تناول قضية التوعية المجتمعية بطبيعة ثنائي القطب وأخذ خطوة إيجابية نحو تخفيف معاناة المصابين بالاضطراب.
تقول نوران محمد إحدي عضوات الفريق القائم على المشروع من كلية إعلام قسم الدعاية بجامعة مصر الدولية في حديثها لـ”الشروق”، إن الفريق رصد ندرة التناول الإعلامي وقلة حملات التوعية المتعلقة باضطراب ثنائي القطب ما انعكس على المجتمع بسوء فهم الحالة ومعاملتها بالطريقة الخطأ وكان ذلك دافع الفريق للتحرك واستخدام تعليمهم في مجال الدعايا والحملات الإعلامية لتناول القضية وتعريف المجتمع بها.
وتضيف نوران أن من يعانون ثنائي القطب معرضون لقدر عالي من الأذى من قبل المجتمع، الذي يجهل طبيعة المرض إذ يكون مصاب ثنائي القطب في فترات الهوس مندفعا في التصرفات وفي حالة عدم الوعي من المحيطين قد يقومون بإيذائه.
وعن طبيعة المرض، يوضح عمر كريم أحد أفراد الفريق أن ثنائي القطب تختلف أعراضه على فترات يصاب بها المريض بالاكتئاب والخمول والرغبة بالانطواء تعقبها فترة نشاط وهوس يتصرف فيها المريض بقدر من النشاط يظهر للمحيطين بأنها حالة من السعادة والانتشاء.
ويضيف عمر إن المحيطين بمن يعاني ثنائي القطب كثيرا ما يفسرون تقلب الأعراض بأنها تقلب مزاجي للمريض نظرا لقلة الوعي ما يعرض المريض لنوع من الأذى في مجال الدراسة أو العمل لسوء تقدير المحيطين للحالة.
وتقول نوران إن فترات الهوس لمن يعاني ثنائي القطب تنقسم لهوس خفيف وهوس شديد والذي يجعل المريض مندفعا بقدر زائد.
وعن درجة الوعي لدى المجتمع توضح نوران أنه في المرحلة الاستطلاعية للفريق وبناءا على أقوال أطباء متخصصين وحالات مصابة بالاضطراب تبين أن قليلين من المحيطين بالمرضي من يتفهمون الإضطراب من أهاليهم ما يأدي لتأخر العلاج وسوء التعامل مع المرضي.
وأضافت نوران أن درجة عدم الوعي بلغت التشخيص الخاطئ من الأطباء النفسيين للحالات وإعطائها الدواء الخطر الخاص بأمراض أخرى شبيهة الأعراض بثنائي القطب ما يترتب عليه مضاعفات سيئة علي الحالات نتيجة العلاج الخطأ.
وتابعت نوران أنه فيما يتعلق بالتناول الإعلامي لم نرصد تناول الأعمال الفنية للاضطراب بعكس الأعمال الأجنبية بدول أخرى، حيث تقتصر التغطية الإعلامية في مصر على الحلقات شديدة التخصص ذات المصطلحات العلمية صعبة الفهم من أفراد المجتمع.
وعن طبيعة المشروع تقول نوران “نهدف على المحور الأول نشر الوعي بطبيعة أعراض المرض وأساليب التعامل معها لخدمة أهالي المعانين من الاضطراب من جهة ولتوفير المعلومة الصحيحة للمرضى من جهة أخرى”.

وتستكمل “المحور الثاني القائم عليه المشروع يكون بتوفير منصة وسيطة بين من يعانون ثنائي القطب لتبادل المعلومات والنصائح، فالمنصة تعمل على قدر عالي من السرية، وتتيح للمريض سرد خبرته مع الاضطراب دون كشف هويته للقراء”، مؤكدة أن ما يقوم به الفريق، هو من ضمن مراحل مستقبلية لتطوير الحملة الإعلامية والاستعانة بمختلف الوسائل الممنهجة للوصول لأكبر شريحة من المجتمع.
وينصح عمر أهالي ومن يحيطون بمصابي ثنائي القطب بأن يحرصوا على تفهم ذويهم من مصابي الاضطراب والبحث عن المعلومة الصحيحة التي تساهم في تحسين حالة المصاب بدلا من اتباع المفاهيم الشائعة والتشاخيص العشوائية التي تؤدي لتدهور حالة المصاب.

Exit mobile version