محمد الباز: صحافة الإثارة لا تتعارض مع الواجب الصحفي في نشر الحقائق

نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس، ممثلة في قسم اللغات الشرقية، ندوة بعنوان “قراءة في المشهد الإعلامي الراهن وتداعياته”، بحضور الدكتور محمد الباز، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
أكد الدكتور محمد الباز، أن مصر تعيش فترة استثنائية منذ 2011 كان لزاما على الإعلام أن يدرك متطلبات المرحلة، خاصة زيادة الوعي السياسي لدى المجتمع، ومحاولة منع أي تخريب داخل الوطن، ثم جاءت مرحلة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، التي خاضت فيها الصحافة معركة شرسة كانت تحتاج إلى طبيعة خاصة.
وأشار إلى أن موقفه كان واضحا منذ بداية مرحلة الإخوان، وهو موقف المعارض لحكمهم، ما عرّضه وغيره من الصحفيين إلى صدامات قوية ضد جماعة الإخوان، وصولاً لثورة 30 يونيو.
وتابع: ومنذ تلك المرحلة ظهر في الخارج ما يُعرف بالإعلام المعادي للدولة والمجتمع المصري ككل، وهو إعلام يتسم بموقف محدد، ولم يكن عنده استعداد لتغيير قناعاته، لذا كان من الضروري أن يتبنى الإعلام المصري موقفاً واضحاً لصالح الدولة والمجتمع المصري، وأن الإعلام المصري كان يخوض حرباً قوية، يستخدم العدو فيها كل الأسلحة.
وأشار إلى أن الإعلام أداة ولكن لا يقوم بالتغيير، فهو ليس قوة ذاتية بل قوة مساعدة للدولة والمجتمع، فوظيفة الإعلام هو توجيه المجتمع سياسياً وثقافياً، بناء على توجهات واحتياجات الحياة في مصر، ولا يمارس دوراً سلطوياً على المجتمع.
واستعرض مفهوم “الإعلام المحايد” ومدى واقعيته، فاعتبر أن انحياز الإعلام المصري للمصريين، يعتبر حياداً في حد ذاته، وأن هناك فرق كبير بين الإعلام في إطاره النظري، وبين تطبيقه في الحياة العامة، وهذا الفارق يكون لصالح التطبيق وليس النظرية، فممارسة الصحافة كمهنة لها معطياتها وصعوبتها، تختلف نسبيا عن نظريات الإعلام من منظور علمي.
ولفت إلى أن فكرة “صحافة الإثارة” لا تتعارض مع الواجب الصحفي في نشر الحقائق، فصحافة الإثارة لا تعني الصحافة الصفراء أو الصحافة التي تعتمد على الفضائح، وإنما هي التي تجذب نظر القارئ، حتى تتمكن من نقل أفكار معينة، تصب في نهاية الأمر لصالح القارئ والحقيقة.
أكد أن الحقائق التاريخية التي أثارها مسلسل “الاختيار 3” الذى وثق لأحداث عامى 2012 و2013 تؤكد اعتبار الدراما مصدر لكتابة التاريخ، كوثيقة درامية وغيرها لأنها استخدمت أدلة وتسجيلات صوتية وفيلمية حقيقية، واعتبر أن مسلسل الاختيار نوعية مختلفة من الدراما، فهي تقدم المعلومات التاريخية والمادة الوثائقية، بطريقة درامية، تساعد المشاهد على استيعاب المشهد السياسي وأسبابه وتداعياته.
وأجاب على العديد من أسئلة الطلاب، خاصة عن كيفية العمل في مجال الصحافة، والفرق بين دور الكاتب والصحفي، فليس كل كاتب جيد يستطيع أن يكون صحفي جيد، فلكل مهنة أصولها وتحدياتها.
من جهته، رحب مصطفى مرتضى، عميد الكلية بالدكتور محمد الباز، مثنيًا على حسن اختيار موضوع الندوة، موضحا أن المشهد الإعلامي الحالى ملتبس بفعل المتغيرات العالمية اليومية، فالإعلام أمام واقع وتحولات وتغيرات متلاحقة، وينبغي الأخذ في الاعتبار أنه لابد من التفريق بين ما يكون وما ينبغي أن يكون حيث أن هناك فرق بين الأيديولوجيا والعمل على أرض الواقع.
وأشارت رانيا محمد فوزي رئيس قسم اللغات الشرقية والمشرفة على الندوة، إلى ضرورة تفعيل الأنشطة الثقافية في كلية الآداب، حتى يتمكن الطلاب من التماس مع قضايا المجتمع من حولهم، وأشادت بدور الدكتور محمد الباز في مجال الصحافة والإعلام.
وأكدت أن الانحياز في أوقات المخاطر التي تحيط بالوطن هو قمة الحياد وغير ذلك يعد خيانة.

Exit mobile version