سورة الفاتحة .. أسمائها .. وآراء العلماء في حكم البسملة

فيما يلي سوف نعرض محاور موضوعنا:-

 

عرض البحث

المبحث الأول : أسماء سورة الفاتحة

سوره الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه ” ؛ وذلك لأنها افتتح بها المصحف في الكتابة ولأنها تفتتح بها الصلاة في القرآن

فاتحة الكتاب لها عده أسماء توفيقية واجتهادية أوصلها إلى 20 اسمًا

خمسة أسماء وهي

 

وهناك أسماء أخرى موقوفه على بعض الصحابة من هذه الأسماء

الأساس –  الكافية –  الكنز –  الصلاة  – الرقية –  الواقية –  الشكر  – الدعاء – السؤال تعليم المساءلة –  المناجاة  – التفويض  – النور  – سورة الحمد الأولى  – سورة الحمد القصرى –  فاتحة القرآن

 

المبحث الثاني : آراء العلماء في حكم البسملة

الباء متعلقة بمحذوف تقديره : بسم الله اقرأ ؛ لأن الذي يتلوه مقروء

وقيل الباء للمصاحبة :  والمعنى متبركًا باسم الله تعالى اقرأ لعلموا كيف يتبرك باسمه ويحمد علي نعمه ويسأل من فضله

بسم الله الرحمن الرحيم تكون من الفاتحة ومن كل سورة وعليه قراءة مكة والكوفة وفقهاؤهما وابن المبارك والشافعي

لقد أجمع العلماء على أن البسملة أية من سورة النمل لقوله تعالى ” إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ”

اختلف العلماء في ذلك :

أن البسملة أية من الفاتحة ومن كل سورة في القرآن ما عدا سورة براءة

أن البسملة ليست أية من الفاتحة ولا من أي سورة من سور القرآن وهذا قول المالكية واستدلوا على قولهم بما يأتي :

  1. ما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ ( الحمد لله رب العالمين ) وعند مسلم لا يذكرون ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول قراءة ولا في أخرها.
  2. وروي أبو داود وابن ماجه بسنديهما عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ ” الحمد لله رب العالمين”

أن البسملة آية تامة من القرآن ونزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة ولا غيرها من السور

 

المبحث الثالث : تفسير قوله تعالى ” الحمد لله رب العالمين “

فإن كلمة ( الحمد لله)  الحمد  :- هو الثناء على الجميل الاختياري من نعمة أو غيرها

والمدح هو الثناء على الجميل مطلقًا تقول حمدت زيدًا على علمه وكرمه ولا تقول حمدته على حسنه بل مدحته

وقيل :- هم أخوان والشكر مقابلة النعمة قولا وعملا واعتقادا

قلت ” الحمد لله” :- جملة مركبة من مضاف ومضاف إليه وهي خبرية إنشائية لفظا معنى لحصول الحمد بالتكلم بها مع الإذعان لمدلولها

فـ “الحمد” مبتدأ و”لله” جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر

                 والتقدير:- الحمد لله ثابت أو مستقر

واللام الداخلة على الاسم الجليل وهي لام الاختصاص

والصيغة وردت معرفة “الحمد لله” للإشارة الى أن الحمد لله تعالى أمر دائم مستمر لا حادث متجدد فتدبره فأنه دقيق

و قال أبو حيان وأصله النصب – أي لفظ الحمد – وقرئ به والأصل أحمد الله حمدا وإنما عدل عنه إلى الرفع ليدل على عموم الحمد وثباته دون تجدده وحدوثه وفيه تعليم اللفظ مع تعريض الاستغناء أي ” الحمد لله وأن لم تحمدوه

ولو قال “أحمد الله” لما أفاد هذا المعنى وهو من المصادر التي تنصب أفعال مضمرة لا تكاد تذكر معها

وجملة “الحمد لله” خبرية لفظا لكنها إنشائية معنى أي قولوا “الحمد لله” استعملت لإنشاء الحمد وفائدة الجملة الإسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته

و “ال” في الحمد تفيد المبالغة في الثناء لإفادتها الاستغراق

واللام في قوله “لله” تكون لإفادة الاختصاص وذلك للدلالة على أن جميع المحامد مختصه به سبحانه وتعالى وكذلك الاختصاص

فإن قيل لما قدم لفظ الحمد هنا على لفظ الجلالة و جاء متأخرا في قوله تعالى ” فلله الحمد” أقول قدم الحمد هنا على لفظ الجلالة لأن المقام هنا مقام الحمد

اذا هو ابتداء أولى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل للقرآن الذي فيه نجاح الدارين فتلك المنة من أكبر ما يحمل الله عليه من جلال صفات الكمال

وأما في سورة الجاثية فجاء الكلام على تقدير الجواب بعد إرغام المكذب وقهره ووقوع الأمر مطابقا لأخبار الرسل عليهم السلام

رب العالمين” الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف به للمبالغة كالصوم والعدل .

وقيل هو نعت من ربه يربي فهو رب كقولك نم ينم فهو نم

ثم سمي به المالك ؟ لأنه يحفظ ما يملكه ويربيه ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيدا كقوله “ارجع الى ربك”

اسم لما يعلم به كالخاتم والقارب غلب فيما يعلم به الصانع تعالى وهو كل ما سواه من الجواهر والأعراض فأنها لامكانها وافتقارها إلى مؤثر واجب لذاته تدل على وجوده

وقد تعددت أقوال العلماء في المراد به فمنهم من قال المراد به الناس واستدل بقوله ” أتاتون الذكران من العالمين” أي من البشر خاصة لأن قوم لوط وهم المعنيون بذلك ذهبوا بهذا الفعل

ومنهم من قال المراد “العالمين” الجن والأنس خاصة واستدلوا بقوله “تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ”

 

النتائج والتوصيات

 

 

Exit mobile version