الأدب العربي .. تعريفه .. تطوره .. مفهومه .. أنواعه

يمثل الأدب العربي منبع وفخر الأعمال التي كتبت باللغة العربية سواء كان ذلك شعراً أم نثراً، ويضم الأدب مجالات عدة منها الأدب المسرحي، والقصصي والرواية، والنقد، عصور الأدب تعددت ومنها الأدب في العصر الجاهلي، وكذلك الأدب في الإسلام وغير ذلك الكثير.

موطن ومقر الأدب الجاهلي يعود إلى الجزيرة العربية، أو ما يعرف بشبه الجزيرة العربية، حيث كانت ساحات الحروب والنزاعات والأحداث السياسية، مما أدى إلى ولادة الأدب بشعره ونثره ولغته، ويعد امرؤ القيس من أقدم الشعراء الجاهليين ، ولسوء الحظ لا توجد معلومات كافية عن مبدأ العرب حينذاك في الأدب ولا عن كيفية تطويره حتى وصل إلى مرحلة ما قبل الإسلام.

وتعددت أغراض الفن في العصر الجاهلي وتمثَّلت في:

                الغزل ، المدح ، والرثاء ، والفخر، والهجاء، لكن كان للغزل النصيب الأكبر.

 وبالنسبة للأدب الإسلامي فقد ظهر في الخمسينيّات من القرن التاسع عشر رغم تكهنات وجوده من أقدم العصور،  وجاء الأدب الإسلامي لتوضيح معالم الإسلام والدين الإسلامي وصورته السمحة، وذكر الدكتور عبدالرحمن باشا عن هذا في تعريفه للأدب الإسلاميّ :

“تعبير هادف نابع من وجدان الأديب وفق المنهج الإسلامي والقرآن الكريم”

 وهذا ما يمتاز به الأدب الإسلامي أنه مستند على القرآن الكريم والسنَّة والقيم الإسلامية. ويعد الشيخ أبو الحسن علي الندوي أوَّل من كتبَ فيه .

ويمتاز الأدب الإسلامي بأنَّه أدبٌ هادف ذو قيمٍ إسلامية متأصلة راسخة ومستقلَّة فكريَّاً عنها في أنواع الأدب الأخرى ، وفيه من الإتقان والوعي وهو مما يميِّزه، فالأدب الإسلامي فن يرقى بصوره الفنية ذات طبيعة إسلامية .

ومن أشهر الأدباء العرب الذين تميَّزوا عبر العصور ومنهم:

محاور البحث

فيما يلي سوف نعرض لكم محاور البحث:-

عرض البحث

المحور الأول :  تعريف الأدب

يعد الأدب من أرقى أنواع التعبير عن المشاعر الإنسانيّة التي تجول بخاطر الكتاب، والتعبير عن أفكارهم ، وآرائهم، وخبرتهم الإنسانيّة في الحياة، وذلك من خلال الكتابة بالعديد من الأشكال، سواء كانت كتابة نثر أو شعر، أو غيرها من انماط التعبير في الأدب؛ ويعد الأدب نتاج فكريّ يشكل في مجمله الحضارة الفكريّة واللغوية للأمة وهو انعكاس للثقافة والمجتمع.

 ويمكن تصنيف الأدب بعدة أنماط تبعاً للتصنيف الذي نختاره، فمثلا من الممكن حسب الثقافة التي يتبعها يتبع مثل الأدب العربيّ، أو الأدب الانجليزي ، أو الأدب الفرنسي ، ويمكن تصنيفه ضمن فترة زمنية كأن أقول مثلا أدب القرن العشرين ، ويمكن تصنيفه أيضا تبع الموضوع كأن أقول مثلاً أدب الرحلات ، أو أدب المقاومة ، وغيرها.

ويتكون العمل الأدبيّ من عناصر التي لا بد من وجود تلك العناصر ليعتبر العمل كاملاً، ويعمل صاحب العمل الأدبيّ على إيجاد توازن بين تلك العناصر الأربعة ليخرج منها بعمل أدبيّ كامل وتلك العناصر هي:

الشخصيات، والحبكة، والموضوع، والأسلوب المستخدم

وأيضا على الكاتب أن يحدّد طرق معالجة النص الأدبي والفكرة والتي يعني بها طرق التواصل مع القراء ، ويكون الهدف المراد من النص هو الذي في ضوئه يتم تحديد الأسلوب المناسب الذي يجب أن يختاره الكاتب لإيصال الفكرة.  وأساليب المعالجة أربعة وهي:

الشرح، والمناقشة، والوصف، والسرد

 

المحور الثاني : الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني

الأدب يعد أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل العواطف و الأفكار و الخواطر و هواجس الإنسان بأرقى الأساليب التي تتنوع من النثر وحتى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتتفتح للإنسان أبواب القدرة على التعبير عما لا يمكن أن يعبر بنفسه عنه بأسلوب آخر .

والأدب يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة ، فالناتج الحقيقي للغة المدونة وكذلك الثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن أنماط وصور الأدب و تجلياته و التي تتنوع  وتختلف باختلاف المناطق و العصور و دائما تشهد تنوعات و تطورات على مر العصور و الأزمنة .

والأدب بمعناه الضيق له أنماط مختلفة ، فقد تقرأ قطعة أدبية كتبت بلغة ما، مثل الأدب الإنجليزي ، وقد ندرس قصص ومجلدات تتناول شعوبا وقبائل باختلاف ثقافاتهم مثل أدب الهنود الأمريكيين .

 وقد نتحدث في الكثير من الأحيان عن الفكر الأدبي وتطور الأدب خلال حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن الثامن عشر الميلادي مثلاً، ويمكن أن نشير إلى موضوع الأدب مثل تناول موضوع عن أدب الرحلات وكذلك قصص الخيال العلمي و أدب المقاومة.

ويعد الأدب بذلك أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يوصف بشكل آخر بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والذي يختلف عن الكتب الهزلية تمامًا، كما نفرق مثلا بنفس المبدأ بين اللاعبون المحترفون لعبة كرة القدم وتلك التي يمارسونها في حديقة المنزل أو في فناء الدار. فنحن بذلك حينما نصف قطعة مكتوبة بأنها عمل أدبي فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف لها.

ويُقسم الأدب إلى نمطين أساسيين : الأدب الخيالي والأدب غيرالخيالي

ويقصد به الكتابة التي يبدعها الفنان من مخيلته. وقد يضيف المؤلفون داخل كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا واقعية ، غير أنهم يخلطون هذه الحقائق بروايات خيالية . والجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالى كتابات سردية شأنها شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل بذلك الكتابات العمل المسرحي والشعر أيضًا.

هو الكتابات التي تقدم وقائع حقيقية تتناول مواضيع تدور عن الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية بذلك للأدب غير الخيالي كلا من المقالة والتراجم والتاريخ واليوميات والسير

المحور الثالث : تطور مفهوم الأدب

تعني كلمة الأدب في العصر الحالي الكلام البليغ الذي يؤثر في أرواح ونفوس القراء  وأذهانهم سواء كان ذلك شعراً أو نثراً، ولقد تطوّر ذلك المفهوم مع مر العصور واتّخذ العديد من المعانى المصطلحات والتعريفات حتى تكون بهذه الصياغة وهذا المعنى.

يعود أصل كلمة الأدب إلى ” مأدبة ” ، فلقد كان العرب في العصر الجاهلي يُطلقون ” مأدبة ” على الطعام الذي يدعون إليه الناس ، وبعد دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام تحول بذلك المقصود بكلمة الأدب  والمعنى إلى مكارم الأخلاق ، وجاء في الحديث النبوي الشريف:

” أدبني ربّي فأحسن تأديبي “

في العصر الجاهلي استعمل الأفراد كلمة (أدْب) بمعنى الدعوة إلى تناول الطعام ، والدعوة إلى الطعام تعد خصلة حميدة وخلق فاضل لدى البشر، وقال ابن المبارك:

“الأدِب هو الداعي إلى الطعام الذي أعد المأدبة”

كما استعملوا أيضا كلمة ( آداب ) بمعنى أخلاق.

وقد أوفدتُ – أيها الملك – رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم “

 كتاب النعمان إلى كسرى مع وفد العرب

اتسع تعريف الأدب في العصر الإسلامي ليشمل التهذيب اللساني جنبا إلى جنب مع التهذيب الخُلقي وهو النشأة الصالحة وكذلك حب الفضيلة والتمسك بها والبعد عن الرذيلة.

فقد ورد في الدرر المنتثرة عن ذلك : أن أبا بكرٍ قال:

يا رسول الله لقد طفتُ في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك؟ قال: (أدبني ربي ونشأت في بني سعد).                                    [الضعيفة 72 – ضعيف الجامع 250]

وجاء عن عمر بن الخطاب قوله لابنه:

( يا بني انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك )

ويوجد تقارب بين المعنى الذي استخدمت فيه في العصر الجاهلي والإسلام، حيث برز التهذيب النفسي واللساني في العصر الإسلامي في مدلولها مظاهر الخلق الحسن الذي نتج عنه الدعوة إلى الطعام كما تم استخدامها في العصر الجاهلي.

نجد حينما نصل إلى العصر الأموي أن الكلمة ضمّت معنى آخر إلى معنى التهذيب الخلقي واللساني.

فكان مفهوم الأدب يطلق على المعلمين الذين يساعدون في تأديب أولاد الخلفاء والأثرياء وغيرهم بتلقينهم الأساليب اللغوية والشعر و الخطب وأخبار العرب وأيامهم، فسمي هؤلاء لذلك بالمؤدبين.

اتسعت العلوم والمعارف لما جاء العصر العباسي اتسع معها مدلول كلمة ( أدب )، فأطلقت بذلك على الأحاديث والأشعار والوصايا والأخبار والخطب. لما لها من أثر في تهذيب النفوس وتقويم اللسان، فالمطلع عليها يتأدب بها، أي يأخذ نفسه ويتعلم بما فيها من آداب.

ومن هنا نجد ابن المقفع أطلق على كتابيه اسم (الأدب الصغير والأدب الكبير) لتضمنهما مجموعة من الحكم والإرشادات والنصائح الخلقية والسياسية.

الأدب يقصد به ترويض النفس وتهذيبها على محاسن الأخلاق وفضائل القول والأفعال التي استحسنها الشرع في النقل وأيدها العقل، وهو استخدام ما يحمد قولا وفعل.

وهو مأخوذ من كلمة المأدبة وهو الطعام الذي يصنع ثم يدعى إليه الناس و سمي بذلك لأنه مما يدعى كل الناس إلى التأدب. والمقصود هنا بيان طرق الأدب أنواعه وما يتحقق به.

و الإمام البخاري أطلق كذلك هذا اللفظ على قسم من كتابه ( الجامع الصحيح) وأسماه ( كتاب الأدب ).

وجمع الإمام البخاري الأحاديث التي تدل على حسن الخلق ومنها طاعة الوالدين والعطف على الفقراء والأيتام ومراعاة حقوق الجار والصبر والاجتهاد والعديد من الفضائل الأخرى . كما خصص البخاري مصنف كامل وسماه (الأدب المفرد).

الأدب يطلق على حسن الأخلاق والتناول ومراعاة كل شيء واستعمال ما يحمد في القول والفعل والأخذ بمكارم الأخلاق وتوقير من فوقك والرحمة بمن دونك والوقوف مع الحسن من الأمور.

وفي القرن الثالث الهجري تم إطلاق كلمة الأدب على مادة التعليم الأدبي وبخاصة الشعر والنثر وما يتصل بها من الأمور مثل الأخبار والأيام والطرائف، وبهذا استقر مدلول الكلمة.

وألفت العديد من الكتب في الأدب لتجمع تلك الأنواع مثل: (الكامل في اللغة والأدب للمبرد ،البيان والتبيين للجاحظ ، والعقد الفريد لابن عبد ربه ، والأمالي لأبي علي القالي) وغيرها.

فالأدب من خلال المنظور الإسلامي هو كل قول أو فعل يؤثر إيجابيا في النفس البشرية ويهذب الخلق ويدعو إلى الفضيلة والتمسك بها والبعد عن الرذيلة، وذلك بأسلوب جميل.

المحور الرابع : أنواع الأدب

هناك العديد من الأعمال أدبيّة يتم تصنيفها طبقا لشكلها؛ ومن أهمّ أنواع الأدب:

الرواية عملٌ قصصي بديع طويل يروي الوقائع التي تحدث في حياة أناس واقعيين أو افتراضي . وتعكس معظم الروايات وجهة نظر الكاتب نحو الحياة . وهناك الكثير من الأنماط من الروايات التي تعالج أنواعًا عدة من الموضوعات .

القصة القصيرة عمل قصصي بديع يركز على جزئية مفردة صغيرة. ونظرًا لصغرها ، فإن الشخصيات والمواقف فيها أقل عدداً وتعقيدًا مما في الرواية. وقد يتراوح طول القصة القصيرة بين تلك الأقصوصة والتي يتراوح عدد مفرداتها بين 1,000 و 1,500 مفردة ، وبين القصة التي يتراوح عدد مفرداتها بين 12,000 و 30,000 مفردة . وللقصة القصيرة سمات عدة مماثلة لصفات القصيدة القصصية ، كما أنها قريبة من الحكاوي الشعبية ، التي تُروى شفويًا على المسامع من جيل إلى جيل.

 وهي تمثيلية قصصية تُكْتَب لكي يتم تقديمها من قبل مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح، وتتضمن في العادة توجيهات مسرحية يتصرف خلالها الشخصيات وتصرفاتها. وتأخذ المسرحية بذلك شكل الحوار أو الحديث المتبادل بين شخصين أو أكثر . والشكلين الرئيسيين للمسرحية هما المأساة والملهاة

والمأساة  مسرحية جادة تنتهي بكارثة ، بينما الملهاة خفيفة مسلّية ذات نهاية سعيدة (كوميديا) .

يقوم في الأصل على الوزن والقافية . ويستخدم الشعراء الوزن حين ينظمون المفردات في نمط يتّبع قواعد الوزن الشعري . ويستخدمون القافية لدى ترديد الأصوات في داخل الأبيات الشعرية أو في نهاياتها

أما القطعة التي لا تحتوي على نمطًا معينًا من أنماط الوزن الشعري أو القافية تُكتب طبقا لأسلوب الشعر الحر. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أنماطًا من الشعر  والأنماط الثلاثة هي : الشعر الغنائي، والملحمي، والدرامي.

يشمل معظم أنواع الكتابة التي نتعرض لقراءتها في المجلات و الصحف والكتب الدراسية، علمًا بأن بعض الأدب غير الخيالي يتصف بأنه أدب أصيل وممتلئ بالصور الخيالية.

الخاتمة

 كلمة الأدب حاليا تعني الكلام البليغ الذي يؤثر في نفوس قرائه سواء كان هذا شعراً أو نثراً، ولقد تطوّر هذا المفهوم مع مر العصور واتّخذ العديد من المعاني حتى أصبح بهذه الصياغة وهذا المعنى.

إنّ أصل كلمة الأدب من كلمة مأدبة، وقد كان العرب في العصر الجاهلي يُطلقون على الطعام الذي يدعون الناس إليه مأدبة، وبعد دعوة الرسول محمد إلى الإسلام تحوّل المقصود بكلمة الأدب إلى مكارم الأخلاق ، حيث جاء في الحديث النبوي: “أدبني ربّي فأحسن تأديبي”

أصبح مفهوم الأدب يدلّ على معنيين

وبهذا فإنّ مفهوم الأدب أصبح أعم وأشمل وبات يعني التهذيب والتعليم، ولقد أُطلق على مجموعة من الكتب في ذلك الوقت كتب الأدب ومنها: البيان والتبيين للجاحظ، الكامل في اللغة والأدب للمبرد، العقد الفريد لابن عبد ربه.

يُعبّر الأدب عن تجربة شعورية للكاتب فيها إحساس وانفعالات شخصية، وينقل هذه التجربة عبر الكتابة والتعبير عن تلك الانفعالات والأحاسيس في صور لفظيّة ذات دلالة حتى يتكوّن الأدب

 والأدب فنّ تعبيري بديع يُعبّر به الإنسان عمّا يجول في خاطره من مشاعر وخواطر وأفكار وقضايا تشغله، بكلام فنيّ  مميز عن الكلام العادي بطريقة تركيبه وتأليفه وصياغته وجماله

المصادر

https://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8

Exit mobile version