اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

الموسوعة العلمية

أحمس الأول

مقدمة

الملك أحمس الأول هو محرر مصر من الهكسوس ومؤسس الأسرة الثامنة عشر عصر الإمبراطورية المصرية مترامية الأطراف في الشرق الأدنى القديم ولم نعثر على وثيقة ملكية من عهده تقص علينا قصة طرده للهكسوس غير أننا عرفنا قصة هذا النضال المجيد من خلال السيرة الذاتية لقائدين من القادة العسكريين لهذا الملك

 وفي هذا ما يؤكد على أهمية السير الذاتية في مصر الفرعونية واستخدامها كوثيقة للتاريخ والقائدان هما القائد البحري أحمس ابن إبانا والقائد البري أحمس بن نخبت ( أي المنحدر من مدينة الكاب في أسوان ) وسجلا على جدران مقبرتيهما في الكاب ما قام به من أفعال بطولية في الحملات الحربية تحت إمرة أحمس الأول الذي تمكن بعد سقنن رع تاعا الثاني وكامس من الاستيلاء على عاصمة الهكسوس أناريس ( أواريس ) واقتفاء أثرهم شرقا إلى جنوب فلسطين حيث تحصنوا في حصن شاروهين المنيع ( في غزة )

فقام أحمس الأول بحصار هذا الحصن لثلاث سنوات حتى تمكن من الاستيلاء بعد أن أوقع بهم هزيمة نكراء أظهرت عظمة وبسالة المقاتل المصري في مواجهة أعدائنا وشتت هذا الملك المقاتل شملهم في بقاع الأرض واختفوا بعد ذلك من التاريخ ولم يعد لهم أي ذكر وكأنهم لم يكونوا موجودين من قبل

وفي ملحمة كفاح شعبنا المصري الأبي ضد الهكسوس لا يمكن أن ننسى بأي حال من الأحوال دور المرأة المصرية العظيمة في شحذ همم الرجال وتقديم البطل تلو الآخر دفاعا عن أرض مصر العظيمة وفي المقام الأول تأتي الجدة تتي شري زوجة سقنن رع تاعا الأول وأم سقنن رع تاعا الثاني وربما كانت أيضا أما لزوجته الملكة إياح حتب وأشاد بجدته الملكة تتي شري أحمس الأول وبأفعالها المهمة لمصر في لوحة أقامها لها في أبيدوس كما شيد ضريحا لها هناك

والملك أحمس الأول محرر مصر الجديدة وموحد مصر بعد طول تفرق وصانع مجد مصر العسكري ومؤسس عصر الأسرة 18 والذي أشار إليها خلفائه بإنشاء إمبراطورية مصرية واسعة في الشرق الأدنى القديم

أحمس الأول

هو مؤسس الأسرة الثامنة عشر لقد كان مانتوف المؤرخ المصري القديم محقا عندنا جعل أحمس الأول فاتحة ملوك الأسرة الثامنة عشر على الرغم من انه كان من أسرة كانت تسيطر على جزء كبير من البلاد في عهد الأسرة السابعة عشر

كان في الواقع أنه كان في حكم هذا الفرعون قد طويت صحيفة من تاريخ البلاد سطر عليها عهد استبعاد الشعب المصري مدة قرن ونصف من الزمان ثم بدأ صفحة جديدة كان أول ما حدث فيها آيات بينات تحدثنا عن استقلال البلاد وطرد الغزاة الغاصبين من أرض الكنانة ثم الإصلاحات التي قامت في طول البلاد وعرضها بعد استباب الأمن في الداخل والخارج على أسس متينة هيأت لمن جاء بعده من الفراعنة

الشجعان أن يؤسسوا دولة مترامية الأطراف تمتد من الشلال الرابع جنوبا إلى أعالي نهر دجلة والفرات شمالا

وندين لها كل الأمم المجاورة ماديا وأدبيا حتى أصبحت في عهد تحتمس الثالث الذي يلقبه مورخوا الغرب بنابليون الشرق الإمبراطورية الأولى في عالم التاريخ القديم

 وقد كان المثل الذي احتذته الإمبراطوريات الغربية العظيمة قديمها وحديثها في تأسيس ملكها ومد سلطانها

أعماله الحربية في الداخل والخارج

والواقع أن الحادث الجلل الذي يعلو به حكم أحمس الأول الذي خلف أخاه كامس هو متابعة الحروب العظيمة التي نشبت بين المصريين والهكسوس وهي المعروفة بحروب الإستقلال  التي كانت أمجد صحيفة في التاريخ المصري

وقد فصلنا القول في هذه الحروب الطاعنة في موضعه ولم تمض أربع أو خمس سنوات على بداية النضال العنيف حتى أفلح أحمس في طرد الهكسوس من البلاد جملة بل سار بجيشه حتى بلاد ( زاهي ) ( فينيقيا ) حيث يحدثنا أحمس عما أحرزه من انتصارات

وبعد أن تم له الفوز في هذه الموقعات عاد ثانيا موليا وجهه نحو الحدود الجنوبية حيث كان السود قد اقتنصوا فرصة اشتغاله بالحروب في آسيا وزحفوا شمالا نحو البلاد المصرية فلحق بهم وأعمال السيف فيهم في مذبحة عظيمة

كما دون ذلك على جدران قلعة ” سمنة ” الملك تحتمس الثاني وقد اندلع لهيبها في الداخل أو في داخل البلاد ولا يبعد أن الذين قاموا بتدبيرها أفراد من الذين تخلفوا في البلاد من الهكسوس بعد طردهم

وهذا ليس بالحادث المستغرب لأن طرد قوم بأكملهم استوطنوا البلاد مدة طويلة دفعة واحدة يعد من الأمور الصعبة التحقيق ولا نزاع في أن الثورتين التين قام بهما ( آتا ) ثم ” تتاعات” وكان يجري في عروقهما الدم الهكسوسي قد هزم كل منهما في ثورته  هزيمة منكرة ومن ثم لم نسمع بقيام ثورات داخلية بعد ذلك

والظاهر أنه بعد هذه الحروب لم تصادفنا حوادث خطيرة في حكم هذا الفرعون بل تدل الأحوال على أنه أخذ في تنظيم حكومة البلاد وإصلاح ما تخرب فيها خلال حرب الاستقلال مما استنفذ الجزء الأكبر من مدة حكم هذا الفرعون

اللوحة التي أقامها في معبد الكرنك تخليدا لأعماله وأعمال والدته

 والواقع أنه ليس لدينا تواريخ بعد السنة الخامسة من حكم هذا الفرعون وهي السنة التي قضي فيها القضاء المبرم على قوة أعدائه شمالا وجنوبا إلى أن نصل إلى السنة الثانية والعشرين من حكمه

حيث نجد أن أحمس قد أقام لوحة عظيمة بمعبد ” الكرنك ” تكشف لنا عن نواح عدة وما قامت به والدته ” أعح حتب ” من أعمال عظيمة وعلاقتها بجزيرة ” كريت ” وملكها وما قامت به للآلهة ونجاحه الإله آمون من جليل الأعمال

مما يكشف لنا عن حالة البلاد العادية والصناعية وقتئذ ولذلك لم نريد من إثبات محتويات هذه اللوحة بأكملها على الرغم مما فيها من النعوت البليغة التي يصف بها هذا الفرعون نفسه ثم نغلق على ما جاء فيها من حقائق  جسيمة قد نوه عن بعضها ” ادوردميى ” في مؤلفه التاريخ القديم وهاك النص كما جاء في الأصل المصري القديم مع التعلق عليه

ويبتدي النص بذكر ألقاب الفرعون الخمسة الرسمية وهي

  1. حور = عظيم الشكل
  2. العقاب والصل
  3. حور القاهر
  4. ملك الوجه القبلي والبحري
  5. ابن الشمس

طلب الملك إلى رعيته أن يحترموه

اصغوا يا أهل الوجه القبلي ويا رجال الدين ويا أهل الوجه البحري ويا أيها الناس جميعا يامن يتبعون هذا الملك في خطواته أعلنوا فخاره  للآخرين وتطهروا باسمه وتطهروا بحياته ” بحلف اليمين تأملوا أنه لا إله على الأرض فعقد مواله الخضوع مثل” رع ” أثنوا عليه مثل ثنائكم على القمر فهو ملك الوجه القبلي والوجه البحري ” نب بحتي رع الذي يضع في الأغلال كل أرض أجنبية

الحملات العسكرية

بحلول سنة 1540 ق م اعتبر أحمس كبيرا بما يكفي لبدء الحرب أو لبدء حملة عسكرية لتخلص البلاد أخيرا من الهكسوس البغيضين

ولسوء الحظ لا يتوافر لدينا سجلات كتلك التي كانت على لوحتي كامس لوصف حملته غير أنه يوجد لدينا أدلة مستقاة من كتابات عن سيرتين ذاتيتين منقوشتين على جداران مقبرتي اثنين من أقوى حلفائه من مدينة الكاب

فقد حارب كل من أحمس بن إبانا وأحمس بنخب في جيش أحمس وكان هذان الرجلان في مثل عصر أحمس ولا شك أنهم كبروا وترعرعوا مع بعضهم البعض

وكان الهكسوس يقومون في عاصمة الهكسوس وكانت أواريس مدينة دولية متحضرة ومركزا للتعليم ، وكان أحمس من الناحية العلمية على أي أمل لحكام الهكسوس في الحصول على تعزيزات من القوات التي ترسلها كنعان

وكذلك قطع حلقات الاتصال بين الهكسوس وحلفائهم وقد كان من الضروري عزلهم في أواريس ثم تقدم أحمس وجيشه بعد ذلك إلى أواريس ذاتها

معركة أواريس الثانية

وصل أحمس أخيرا إلى عاصمة الهكسوس في أواريس مثلما فعل كامس من قبل وفي البداية لم يكن جيوشه مثل جيوش أخيه فلقد عسكرت قوات أحمس خارج المدينة وذلك ضرب حصار على أواريس وهذا الذي ذكره أحمس بن ابانا أنه ضرب حصار على مدينة أواريس

ونشبت المناوشات بين القوات المتعارضة ثم دار القتال فوق مياه قناة أواريس حتى تم هزيمه الهكسوس وانتصر عليهم أحمس وتم طرد الهكسوس من مصر نهاية عام 1535 قبل الميلاد

اصلاحات أحمس

لا عجب في أن نرى ” أحمس يصف نفسه بهذه الأوصاف ويجعل قومه والمدنيين له يرددونها بصوت عال فهو جدير بكل مراسيم الاحترام وآيات الحب والإعظام لأنه هو الذي خلص البلاد من رق العبودية الأجنبية

ثم نرى أن بعد ذلك أن أحمس وجه عنايته نحو إصلاح ما أفسده الدهر من آثار إلهه العظيم آمون الذي كان برغمه قد هيأ له النصر على الأعداء

هذا فضلا على أنه كان له الدولة وحامي حماها فأمر بصنع أواني جديدة لمعبده بالكرنك ومعظمهم من خالص النظارة والفضة والأحجار الغالية على يد مهرة الصناع

ومن أوصاف تلك الأواني وحدها يمكننا أن نعرف ما وصل إليه الفن المصري من الدقة والإتقان وحسن الدقة والذوق في زمنه ولابد من أن الذهب كان يوجد بكثرة في مصر الآن وبخاصة بعد أن أخضع بلاد النوبة التي كانت أكبر مصدر لهذا المعدن الكريم

وكذلك نجد أن هذا الفرعون قد صنع سفينة الإله آمون التي كانت تجري في النيل بين الكرنك والأقصر تحمل تمثال الإله في عبدراس من خشب الأرز الجديد

وفي وصف هذا الخشب بالجديد فوز جديد لأحمس الأول إذ أنه أحضره من الجبال الواقعة على شاطئ لبنان مما يبرهن على أن هذه الجهات قد أصبحت في قبضة يده كما يدل على ذلك النص المصري

بعض آثار هذا الفرعون

ولا يفوتنا أن نذكر هنا أنه وجد لهذا الفرعون بعض آثار أخرى منها آنية من المرمر محفوظة بالمتحف المصري ومنقوش عليها اسمه وآنية للزينة على شكل صقر من الخزف الأزرق

وقد رسم على أحد جوانب قاعدته صورة ثلاثة أسرى سوداني وسوري ولوجي على أن ما يلفت النظر في هذا النقش هو وجود لوبي يبين أولئك الأسرى مما يدل على أن هذا الفرعون قد حارب اللوبيين اللهم إلا إذا كان هذا الرسم تقليديا وحسب فإنه لا يدل على قيام أية حرب بينه وبين اللوبيين

ورفعوه إلى مصاف الآلهة كما اتخذ من طيبة عاصمة له

وفاته

ذكر مانتون أنه قد حكم حوالي ربع قرن وأنه مات قبل أن يصل إلى سن الخمسين وقد عثر على جثته بالدير البحري ووجد حول عنقه إكليل من الزهور

وتبين من فحصها أنه كان قوي الجسم عظيم الكتفين فاحم الشعر بارز عظام الخدين رقيق الشفتين رغم ما لدى عليها من مظاهر الموت أن ينطلق بقوة عظيمة

معلومات شخصية

تاريخ الميلاد العقد 1560 قبل الميلاد
تاريخ الوفاة سنة 1525 قبل الميلاد
مكان الدفن أبيدوس
مواطنه مصر القديمة
الزوجة أحمس – نفرتاري
الأبناء أحمس مريت آمون – موت نفرت – امنحتب الأول – الملكة أحموس – أعح حتب الثانية
الأب سقنن رع
الأم أياح حتب
الأخوة والأخوات أحمس – نفرتاري ، أحمس حنوت تمحو
العائلة الأسرة المصرية الثامنة عشر
الحياة العملية المهنية ملك

المراجع والمصادر

  • كتاب مصر والشرق الأدنى
  • كتاب مصر القديمة
  • قادة مصر الفرعونية

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة