فساد الجيل مسئولية مين !!

بقلم / داليا الحزاوي

من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان نعمة الابناء فهم زينة الحياة الدنيا فالحياة لا قيمة لها بدون الابناء ولكن الابناء في بعض الاحيان يتحولوا لنقمة . فعندما يرزقنا الله الابناء يكونوا صفحة بيضاء ناصعة البياض فيعمل الآباء علي تلوين الصفحة فنجد اذا كانت الأسرة لديها وعي بالتربية فنحصل علي لوحة جميلة اما إذا حصل العكس وكانت الأسرة لا وعي لديها فتكون النتيجة صورة عشوائية مشوهه

فالأبناء نتاج البيئة وما تعلموه فيها ويجب ان نتعامل مع مرحلة الطفولة انها مرحلة مهمة وليست عابرة فهي اهم المراحل التي يمر بها الابناء وفيها يتشكل معالم شخصيتهم وهناك غلط كبير يقع فيه الآباء عند التعامل مع تلك المرحلة فنجدهم يتركوا الابناء بدون توجيه ويظنوا أن الابناء سيكفوا عن الأخطاء والعادات السيئة عندما يكبرون وللأسف هذا اعتقاد خاطئ فكيف ذلك بعد انا تأصلت تلك العادات السيئة فيهم .
ولعل الشدة التي تربوا عليها الآباء صاروا يدللوا ابنائهم بزيادة وكل شيء زاد عن الحد انقلب إلي الضد .
وعندما تتناقش مع الآباء ما الذي افسد ابنك يكون الإجابة الحاضرة الإعلام و التكنولوجيا الحديثة وربما هذه اجابة منطقية ولكنها ليست الاسباب الأساسية .
فيلزم معرفة الاسباب الأساسية لفساد الجيل فعدم اعطاء الوالدين وقتا كافيا للابناء لتقديم النصح والارشاد وسماع مشاكلهم احد الأسباب واقتصار دور الاب علي توفير المأكل والملبس .
كما ان تناقض بين القول والفعل من الوالدين فتري منهم يأمر الابن بالصدق وهو يكذب و يأمره بصلة الرحم وهو قاطع الرحم فالوالدين يجب ان يكونوا قدوة في كل شيء .
فنجد الأب الذي يحترم القانون و إشارة المرور ويحترم الغير فلا يشتم ولا يسب يغرس في نفوس الابناء فضائل عظيمة .
ويجب ان ننتبه فهناك اخطاء جسيمة نرتكبها بدون وعي .
عندما نوجه اولادنا للعدوانية بقول لا تسكت عن حقك اللي يضربك اضربه وعندما نثني عليهم عندما يستطيعون التحايل واخد دور غيرهم في طابور الانتظار وعندما نقول لهم الرجل لا يغير كلامة مهما حصل وهذا يوجه الابن ان لو ظهر ان كلامه باطل يتمسك به وعندما نرسخ في نفوس ابنائنا انهم احسن من الكل وان مال وسلطة الأب كفيلة بحل جميع مشاكله بل أيضا وسيلة للتكبر والتعالي علي الغير فيظهر لينا ابن عند التعامل مع الغير يقول لهم ما تعرفش انت بتكلم ابن مين؟.
مهمة التربيةوإعداد ابن سوي ومتوازن نافع لنفسه ولوطنه تحدي كبير امام كل أسرة.

بقلم – داليا الحزاوى:
رئيس لجنة الصورة العامة بروتارى

Exit mobile version