يشير مصطلح صعوبة التعلم في بعض الدول خاصة في الولايات المتحدة وكندا إلى تلك الإضطرابات التي قد تخيم بظلالها على مجموعة كبيرة من المهارات الوظيفية والأكاديمية على سلوك الفرد بما يشمل ذلك القدرة على الكلام ، الإستماع ، القراءة ، الكتابة ، التهجي ، الإستدلال وكذلك تنظيم المعلومات .
ولا تعد صعوبة التعلم مؤشراً على إنخفاض مستوى الذكاء لدى الفرد ؛ فـقد يعاني بعض الأفراد ذوي صعوبات التعلم من مشكلات التحصيل الخاص بمستواهم العقلي والذي يعود سببه على القصور في مهمة أو عدة مهام الخاصة بالمخ البشري فيما يتعلق بمعالجة المعلومات.
علي عكس بعض الإعاقات الأخرى مثل الإعاقة البصرية والشلل تعد صعوبة التعلم إعاقة مخفية ؛ فهي تختفي دون أن تترك إشارات مرئية يمكن أن يستند إليها الأفراد المعنيين في فهم حالاتهم وما يعقب ذلك من تقديم الخدمات والمساعدات المطلوبة . وتعد صعوبة التعلم من الإضطرابات التي تؤثر على قدرة الفرد سواءً كان ذلك في تفسير الأحداث المرئية أو المسموعة ، أو ربط المعلومات بخلايا ومناطق المخ المختلفة . وتتضح أوجه القصورفي صور عديدة مثل الصعوبات الخاصة التي تتعلق باللغة المنطوقة واللغة المكتوبة ، التآذر، ضبط النفس،الإنتباه . والتي قد تمتد إلى الأداء المدرسي مما يعيق تعلم القراءة والكتابة ومسائل الحساب.
وقد تمتد حالات صعوبات التعلم مدى الحياة ؛ إذ أنها تؤثر على حياة الفرد في المجالات الحياتية المختلفة مثل المدرسة والعمل والأداء اليومي والحياة الأسرية وفي بعض الحالات على الصداقات واللعب. وقد تتفاوت كم صعوبات التعلم لدى الأفراد ، فهناك من يعانون من بعض الصعوبات المتداخلة وهناك من يعاني من واحدة فقط وقد لا يكون لها دورهدمي يذكر .
وتُعرّف اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلمNJCLD مصطلح صعوبة التعلم على أنها “مجموعة من الإضطرابات غير المتجانسة والتي تظهر خاصة في الصعوبات التي تتعلق بإكتساب وإستخدام الإنصات والحديث والقراءة والكتابة والإستدلال والقدرة على تجاوز المسائل الرياضية والتي تعد من الإضطرابات الجوهرية للفرد والتي يعزى سببها إلى إختلال الجهاز العصبي المركزي . وعل الرغم من ذلك قد يتزامن مع صعوبة التعلم حالات إعاقة أخرى مثل الإعاقة الحسية والعقلية والإضطرابات النفسية و الإجتماعية وبعض المؤثرات البيئية الأخرى مثل المتغيرات الثقافية والتأخر الدراسي والحرمان الإقتصادي. ولا تمثل صعوبات التعلم ناتجة عنها أو سبب لها بل وجدت قبل تلك الظروف والأحداث “
أنواع صعوبات التعلم
لا يمكن تشخيص صعوبة التعلم بنفس الأسلوب المتبع في التعامل مع الحصبة أو النكاف ؛ لأنهما يعبرا عن سبب وحيد معروف ومجموعة من الأعراض الظاهرة والتي يمكن التنبؤ بها . فصعوبة التعلم بدلا من ذلك عبارة عن مصطلح عريض يغطي مجموعة من الأسباب المحتملة والأعراض وأسايب العلاج والنتائج. وترجع الصعوبة في ذلك إلى كثرة أشكالها وصعوبة تشخيصها وتحديد وأسبابها وبالتالي صعوبة العلاج.
وللحديث بدقة ليس كل مشكلات التعلم هي صعوبات تعلم؛ فهناك بعض الأفراد يعانون من تدني مستواهم في تطوير المهارات والتي يعزى سببها إلى الفروق الفردية في النمو ، فبعض الأحيان قد نخطئ ونشير إلى الطفل بأصابع الإتهام بأنه يعاني من صعوبات تعلم وهو يشتكي من التأخر الدراسي .
ولذلك وجب عمل ووضع محكات تشخيصية يمكن اللجوء إلها والإعتماد عليها في الدراسة والتشخيص
ويمكن تقسيم صعوبات التعلم إلى ثلاثة أبعاد رئيسية هي:
أولاً : إضطرابات النمو اللغوي والنطق ” البعد النمائي”
ثانيا : إضطرابات المهارات الأكاديمية ” البعد الأكاديمي “
ثالثا : إضطرابات أخرى
هذا ويتضمن كل بعد من هؤلاء مجموعة من الإضطرابات الخاصة . ولكننا لا يمكننا أن نجزم بالقول أن كل مشكلات التعلم هي صعوبات تعلم ويرجع ذلك إلى تفاوت القدرات الفردية في معدلات النمو بين الأطفال
أولاً : إضطرابات النمو اللغوي والنطق
تعد إضطرابات النمو اللغوي والنطق من المؤشرات الأولية لصعوبات التعلم؛ فالأفراد الذين يعانون من هذه الإضطرابات قد يشتكون من صعوبة التواصل اللفظي وإستخدام اللغة المنطوقة في التعبير وفهم كلام الآخرين . هذا وقد تكون الإضطرابات :
إضطراب النطق
والأطفال الذين يعانون من هذا الإضطراب يعانون من مشكلات النطق خاصة التحكم في درجة ونبرة الصوت كما تتباطأ لديهم في بعض الأوقات القدرة على الحديث بطلاقة مقارنة بزملائهم في نفس المرحلة السنية. وتشير الإحصائيات إلى مدى شيوع هذا الإضطراب خاصة ، حيث يظهر واضحاً بنسبة 10٪ من بين الأطفال دون سن الثامنة . ولحسن الحظ يمكن مواجهة هذه الإضطرابات وعلاجها.
إضطراب نمو اللغة التعبيرية
يشتكي بعض الأطفال الذين يعانون من مشكلات خاصة باللغة من القدرة على التعبير اللغوي اللفظي عما يدور في ذهنهم ؛ ولذلك يطلق على هذا النمط “إضطراب نمو اللغة التعبيرية” كالطفل حينما يخطئ في أسماء الأشياء على سبيل المثال لا الحصر . هذا ويمكن القول بأن الطفل في سن الرابعة حينما لا يستطيع تكوين جملة أكثر من كلمتين أو الطفل في سن السادسة حينما لا يستطيع الإجابة على الأسئلة البسيطة بأنه يعاني من هذا الإضطراب .
إضطراب نمو اللغة الإسقبالية
بعض الأشخاص يجدون صعوبات في فهم بعض المقاطع اللفظية ، وكأن قاموس المخ لم تضبط تردداته على تلك المقاطع أو خلل وضعف فى الإستقبال كما أنهم يخطئون فى نطق الحروف ولحنها وربط الكلمات ومردودها ومعناها. ومن أمثلة ذلك الشخص الخائف الذي يجيب على من ينادونه ، والطفل دون سن المدرسة الذي لا يفهمك عندما تطلب الكرة Ball ويعطيك الجرس Bellبدلا منها وذلك لعدم معرفته الفرق بين A و E في النطق أو العامل الذي لا يفهم الإشارات والتعليمات و الإتجاهات. فهؤلاء الأشخاص لا يعانون من مشكلات في السمع بل لديهم قصور وشك في ربط الحروف والكلمات والجمل ومدلولاتها مما يجعلهم يبدون كالغافلين، وهؤلاء الأفراد يعانون من لإضطراب نمو اللغة الإستقبالية . هذا ولأن هناك أرتباط قوي فهو وأستخدام اللغة والنطق قد يعاني هؤلاء الأشخاص من إضطراب اللغة التعبيرية.
وقد تظهر بعض الأخطاء في النطق والكلام في الحروف والكلمات والأصوات في سن ما قبل المدرسة وهذا يعد من الخطوات نحو تعلم اللغة ولكن ما يثير القلق حينما تستمرهذه الأخطاء لفترة طويلة .
هذا وفي الستينات صنف كلا من كيرك KIRKو كافلانتCHAFLANT صعوبات التعلم إلى صعوبات التعلم النمائية وصعوبات تعلم أكاديمية.
ثانيا : إضطرابات المهارات الأكاديمية
يبدي الطلاب الذين يعانون من هذه الإضطرابات إنخفاض ملحوظ في مهارات القراءة والكتابة والحساب مقارنة بزملائهم في الفصل الدراسي . وتشمل
إضطراب تطور القراءة
ويعرف هذا الإضطراب بـ”عسرالقراءة ” وهو من الإضطرابات المنشرة بشدة ؛ إذيؤثر على 2- 8 ٪ من تلاميذ المرحلة الإبتدائية. وعندما ننظر إلى المهارات الأكاديمية سندرك أنها شائعة الإستخدام وضرورية لكل الأشخاص على حد السواء ولذلك يجب الإهتمام بتلك المهارات وتعلمها جيداً .
وللحديث خاصة عن القراءة يجب على الفرد أن يتمتع بالمهارات الأتية معاً في وقت واحد
التآذر البصري للعين مع الكلمات والحروف والصفحات.
ـ فهم دلالة الحروف الصوتية والربط بين الحرف ونطقه .
ـ إستيعاب وفهم الكلمات والقواعد النحوية .
ـ إنماء الفكر التخيلي والتعبير عن الأفكار .
ـ المقارنة بين الأفكار الحديثة والمعاصرة مع معتقداته .
ـ تخزين الأفكار في الذاكرة .
وبالنظر لدور العقل في مهارات القراءة ندرك أنه يقوم بالربط بين ما نقرأه ومضاهاته باللغة ثم تفسير تلك الأشكال والحروف بطريقة لفظية وتخزينها في الذاكرة وقد يعاني الفرد من مهمة أو أكثر من مهام عملية القراءة . ومع ذلك وجد أن عدد كبير من الأفراد يفتقدون القدرة على تمييز الأصوات في الكلمات المنطوقة . وقد يعاني بعض الأطفال من مشكلات في التعلم بالأغاني مثل بين CatوBat . علاوة على تأكيد العلماء على مدى أهمية هذه المهارات بغية تعلم القراءة، كما توجد جهود جمة بهدف صياغة بعض الفنيات والأساليب والتي يمكن بها تطوير مهارات القراءة .
هذا وتعد القراءة من الأساليب الهادفة للتعلم ونيل المعرفة . كما أن للمخ دور في إستيعاب وتخزين المعلومات والكلمات ، وأن وجد قصور في المخ سيجد الفرد صعوبة في إنجاز مهارات القراءة وتعلم المفاهيم الجديدة وتنوع الأفكار وتوليدها . كما أنه توجد أنماط أخرى من صعوبات القراءة في المراحل المتقدمة حينما تزداد الكلمات والجمل ويزداد الترابط فيما بين الكلمات لتكوين فقرات وقصص .
إضطراب تطورالكتابة
تتضمن الكتابة أيضا مهام ومراكز عدة في المخ ؛فهو يربط بين الكلمات والقواعد النحوية وحركة اليد وكذلك الذاكرة ، وينشأ إضطراب النمو في الكتابة من خلل أو ضعف إحدى هذه المهام . هذا وقد يشتكي الطفل من وجود إضطراب في النمو في الكتابة مع إضطراب اللغة التعبيرية أيضا مما ينتج عنه خلل واضح في صياغة الجمل وإتباع القواعد النحوية .
إضطراب المهارات الحسابية
تعد العمليات الحسابية في واقع الأمر عمليات معقدة يسير فيها الطفل في خطوات للقيام بها. وتشمل المهارات الحسابية التعرف على الأرقام والرموز وكذلك الجداول والتعامل مع بعض النظريات المفردات المجردة مثل القيمة المكانية والكسور. وقد يعاني الطفل من المشكلات في التعامل معها في سن صغير أما الصعوبات التي تظهر في المراحل المتأخرة يرجع سببها إلى مشكلات الإستنتاج .
قد تتداخل بعض المراكز في المخ لعمل الوظائف للقراءة والكتابة والنطق والإستماع والحساب ، فالمراكز تتشارك معا في بعض الأدوار فالذي يكتب يجب أن يتعلم القراءة أولاً ، والذي يتكلم يجب أن يتعلم الإستماع ، والذي يحسب يجب أن يعرف الكتابة والقراءة والكلام والإستماع وإدراك الفرق بين الحرف والرقم.
ثالثاً: إضطرابات أخرى
وتشير الجهود المبذولة من الجهات العالمية المعنية بصعوبات التعلم إلى وجود تصنيفات ومجالات أخرى لصعوبة التعلم مثل إضطراب المهارات الحركية وكذلك أضطرابات نمائية لم تذكر سابقاً . ويتضمن هذا التصنيف التأخر في إستيعاب اللغةوالمهارات الحركية والأكاديمية والتي تؤثر على مدى القابلية للتعلم ولكنها لا تخضع لمعايير إختيار صعوبات التعلم . كما تتضمن إضطرابات التآزر والتي قد تؤدي إلى رداءة الخط بالإضافة للأخطاء الإملائية وأضطرابات الذاكرة والمذاكرة .
إضطرابات الإنتباه
يعاني ما يقدر بحوالي 4 مليون طفل في سن المدرسة من صعوبات التعلم ، وعلى الأقل حوالي 20٪ من هؤلاء الأطفال يعانون من بعض الإضطراب والتي قد تؤثر سلباً على القدرة على التركيز . كما أن بعض الأطفال ـ والراشدين ـ الذين يعانون من إضطرابات الإنتباه تؤرقهم أحلام اليقظة والسرحان الزائد المتكرر . وعندما نحاول لفت إنتباههم فجأة يعودوا مشتتي الذهن صعب التركيز .
وقد يكون إضطراب عجز الإنتباه الذي يؤرق الأطفال مصحوباً بالنشاط الزائد ـ خاصة الأولاد ـ حيث يميزهم الإندفاع وكثرة الحركة على المقاعد ومقاطعة حديث الآخرين والإستعجال في الأشياء المختلفة والذي يظهر جلياً في أوقات اللعب مما قد ينجم عن ذلك من مشكلات لا نستطيع إغفالها خاصة مع المعلمين والوالدين والطلاب العاديين . وقد يتحول هذا الإضطراب في سن المراعقة إلى أنماط أخرى من القلق والحيرة والتي قد تستمر حتى مرحلة البلوغ . وحتى الآن لا يعد إضطراب عجز الإنتباه ـ سواء كان مصحوباً بنشاط زائد أو لا ـ من صعوبات التعلم إلا أنه يمكن القول بأنها تؤثر سلباً على المهارات الأكاديمية.
أسباب صعوبات التعلم
لكي نفهم تلك النقطة سنناقش دور الآباء وأسئلتهم التي تنم عن الحيرة حينما يعاني طفلهم من إضطرابات عملية التعلم محاولين بذلك الوصول للحقيقة ومعرفة الأسباب وراء ذلك ولكن هيهات أن نحدد بدقة الأسباب نظراً لكثرة الإحتمالات عن الأسباب،ولهذا يبذل العلماء جهود جمة من أجل التوصل لتلك الأسباب بغية تقديم البرامج العلاجية لها والوقاية منها . فذات مرة أرجع العلماء السبب في كل صعوبات التعلم إلى إحدى المشكلات العصبية ، ولكن الجهود والبحوث التي أجرتها الجمعية القومية للصحة النفسية أكدت مدى صعوبة العملية بسبب تداخل الأسباب ومدى تأثيرها على الجهاز العصبي المركزي . كما أنه هناك دليل آخر على أنه ليس هناك من مراكز خاصة بالمخ هي التي تؤدي لصعوبات التعلم ، ولكن الصعوبات تكمن في العلاقات بين مناطق المخ ومراكزه المختلفة وكيفين نقل الإشارات العصبية فيما بينها . والفكرة السائدة حالياً عن ماهية الأسباب تُرجع صعوبات التعلم إلى الخلل الوظيفي في تركيب المخ وأداؤه ، وهذا ما يعتنقه بعض العلماء كما يشيرون إلى إمكانية حدوث الخلل الوظيفي قبل الولادة .
أخطاء نمو مخ الجنين
طوال مدة الحمل تنمو خلايا مخ الجنين حتى تصل إلى عضو معقد التركيب من خلايا عصبية خاصة تسمى بـالنيورونات ” الخلايا المخية العصبية ” وخلال ذلك النمو قد يحدث خلل ما في تطور النمومما يعيق التواصل بين الخلايا العصبية في نقل الإشارات . وفي المراحل الأولية من فترة الحمل يتكون جذع المخ والذي له أهمية بالغة فيما بعد فيما يختص بالتنفس والهضم . وفي المراحل الأخيرة ينمو النصفان الكرويان والذي يهتم بمراكز التفكير للفرد والتي تنمو بعد ذلك شاملةً بذلك الحواس مثل بالسمع والبصر والتي تؤثر في الإنتباه والتفكير والنواحي الوجدانية . ومثل الخلايا المختلفة الأخرى تنمو خلايا المخ العصبية بسرعة مما يسرع في تكوين الشبكة التي بدورها تقوم بالربط بين مناطق المخ المختلفة ونقل المعلومات والإشارات العصبية .
وخلال فترة الحمل يكون نمو المخ لدى الجنين معرضاً لخطر التلف والتأخر ، والذي تكونه المبكر يؤدي إلى قتل الجنين أو إصابته بالعديد من صعوبات التعلم وربما يؤدي إلى التخلف العقلي .أما في حالة حدوثه في أواخر الحمل بعد نمو الخلايا المخية وتجهيزها للعمل قد يؤدي إلى حدوث بعض الأخطاء في التكوين والتوزيع والوظيفة ، ويعتقد بعض العلماء أن الخلل المتأخر يظهر بعد ذلك في صورة إضطرابات تعلم . ولكن عند الولادة يكون التكوين الرئيسي للمخ مكتمل .
العوامل الأخرى المؤثرة على نمو المخ
يمكن الإستدلال على الأسباب المؤدية للخلل في نمو المخ من خلال الدراسات المختلفة التي أجراها العلماء لتحديد مدى تأثير الجينات ، مشكلات الحمل ،المواد المخدرة والتوكسينات على نمو المخ .
العوامل الوراثية
ويُبنى على أثر الجينات في نقل الصفات الوراثية من جيل الآباء إلى الأطفال مثل الطفل الذي يعاني من نقص بعض مهارات القراءة كالتفريق بين نطق الكلمات يُلاحَظ وجود مشكلة مشابهة لدى أحد الوالدين . ولكن ربما لا تأخذ صعوبات التعلم لدى الآباء نفس الصيغ السائدة لدى أطفالهم ، مثل الأب الذي يعاني من إضطرابات الكتابة قد يعاني طفله من إضطراب تطور اللغة التعبيرية . ولهذا السبب لا يمكننا الجزم بالقول أن الإضطرابات الخاصة للتعلم يمكن توريثها بصيغ ملحوظة ، ولكن يمكن توارث بعض الأخطاء والخلل التشريحي للمخ مما يؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم
الكحول والمواد المخدرة
ونحن هنا بصدد الحديث عن الأثر السلبي للكحول والتدخين والمخدرات التي تلجأ إليها الأم على الجنين والذي قد تؤدي حدته إلى موت الجنين في البيئة الرحمية للأم ؛ ومن هنا وجب التأكيد للأم على الأمتناع عن تلك المواد طوال فترة الحمل لعدم تعريض الطفل للخطر مثل إضطرابات التعلم أو المشكلات المتنوعة وربما الوفاة .
كما تشير الدراسات إلى مدى تأثير الخمور والكحوليات على نمو المخ لدى الطفل وكذلك نموالنيورونات والذي قد تتفاقم حدته مع زيادة نسبة الكحول مما يؤدي إلى تداخل بعض الأعراض للطفل مثل إنخفاض وزن الطفل ،النشاط الزائد ، الإعاقة العقلية والخلل العام الطبيعي . وقد يؤدي أيضاً لبعض المشكلات الخاصة بالتعلم ، الإنتباه ، الذاكرة وحل المشكلات .
بالنسبة للمخدرات خاصة التي يتم تناولها عن طريق التدخين تؤدي إلى خلل في بعض الوظائف الحسية بالمخ بما يختص بالنواحي الإستقبالية العصبية من الجلد ، العينين والأذن مما يؤدي إلى إضطراب رد الفعل المنعكس والإشارات التي يرسلها المخ كرد على تلك الإشارات والمثيرات العصبية .
المشكلات أثناء الحمل أو الولادة
وهناك بعض الأسباب من المحتمل أن تؤدي إلى وجود صعوبات تعلم منها ما يحدث أثناء الحمل مثل مقاومة الجهاز المناعي للأم للجنين كما لو كان ميكروباً مما يؤدي إلى التوزيع الخاطئ لخلايا المخ خلال النصفين الكرويين . أما التي تحدث أثناء الولادة مثل إلتفاف الحبل السري حول الجنين مما يؤدي إلى التوقف المؤقت في إمداد الأكسجين لمخ الطفل مما يؤدي إلى حدوث صعوبات تعلم الناتجةمن خلل بعض الوظائف للمخ .
التسمم بالتوكسينات في بيئة الطفل
لا تتوقف عملية نمو النيورونات والخلايا العصبية في المخ بعد الولادة بل تستمر بعدها ، ولعل من أهم المخاطر التي قد تؤدي لخللها وضعفها التوكسينات التي تتواجد في بيئة الطفل . ولما سبق تتدفق الأاحاث والجهود من العلماء لمعرفة مدى تأثير التوكسينات على تكوين صعوبات التعلم لدى الطفل خاصة فيما يتعلق بنمو المخ أو وظائفه وأهميته . ومن أهم التوكسينات السائدة في بيئة الطفل التي تؤذي المخ الرصاص والكادميوم مما يجعلهم أرض خصبة للبحث حول الأداء الوظيفي للخلايا العصبية ، فالكادميوم يمكن أن تواجدها في المركبات والمواد المعدنية والتي قد تسقط في التربة وتصل للطفل خلال الغذاء ، أما الرصاص فيمكن تواجده في أنابيب المياه والبنزين والدهانات في بيئة الطفل.
كما يوجد دليل آخر فيما يتعلق بمرضى السرطان خاصة صغار السن عندما يتم علاجهم بإستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي في حالات الأورام الخبيثة في المخ مما يؤثر بالسلب على مخ الطفل وزيادة نسبة المواد الإشعاعية في الجمجمة .